للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعزله، [وجعل] (١) الزبير بن العوام مكانه على الأنصار مع المهاجرين (٢)، فصار الزبير بالناس حتى وقفوا بالحجون، وغرز راية رسول الله ، واندفع خالد بن الوليد حتى دخل مكة من أسفل مكة، فلقيه بنو بكر، (٩١) فقاتلوه فهُزموا، وقُتل من بني بكر قريب من عشرين رجلا، ومن هذيل ثلاثة أو أربعة، وانهزموا وقُتلوا بالحَزْورة (٣) حتى بلغ قتلهم باب المسجد، وفر فضضهم (٤) حتى دخلوا الدور، وارتفعت طائفة منهم على الجبال، واتبعهم المسلمون بالسيوف، ودخل رسول الله في المهاجرين الأولين، وصاح أبو سفيان حين دخل مكة: من أغلق داره وكف يده؛ فهو آمن، فقالت له هند بنت عتبة وهي امرأته: قبحك الله من طليعة قوم، وقبح عشيرتك معك، وأخذت بلحية أبي سفيان، ونادت يا آل غالب! اقتلوا الشيخ الأحمق، هلا قاتلتم ودفعتم عن أنفسكم وبلادكم، فقال أبو سفيان: ويحك اسكتي وادخلي بيتك فإنه جاءنا بالحق" (٥).

فجرى هذا كله ولا يذكر فيه حديث الصلح في أحد منهم، وليس هاهنا شيء من علامات الصلح؛ لأن الصلح يكون بمراضاة الوجوه، وينشر فيرضى به الأتباع بعد أن يعلموه ويقفوا عليه، ولو وقع الصلح؛ لما جرى مما جرى


(١) ساقطة من الأصل، والمثبت من مصادر التخريج.
(٢) ذكر صاحب الحاوي الكبير (١٤/ ٢٢٧) أن النبي سلم الراية لابن سعد بن عبادة، واسمه قيس.
(٣) هو موضع بمكة عند باب الحناطين، وهو بوزن قسورة، قال الشافعي: الناس يشددون الحزورة والحديبية، وهما مخففتان. النهاية (٢٠٥).
(٤) أي فرقة وطائفة منهم. انظر مختار الصحاح (٢٦٢).
(٥) تقدم تخريجه (٥/ ١٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>