للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شيء، وإنما التخليط الذي جرى منهم لما دخلها عنوة من غير عهد ولا عقد، ولا كتاب تسكن إليه النفوس.

فإن قيل: فإن للصلح أمارات وعلامات، وللعنوة أمارات وعلامات، فأمارات العنوة هو القتل والسبي، والنهب والقسمة، والنبي لم يفعل شيئًا من هذا، ولا نُقل في شيء من السير.

قيل: إذا بطل الصلح لأن أمارته لم تحصل؛ لم يبق إلا العنوة، ولكنه منّ عليهم لأنهم عشيرته وعشيرة من معه، وهو البلد الحرام الذي من دخله كان آمنا، وهو أصل الإسلام والبعث، وعلم أن أكثرهم سيسلمون، فمنّ عليهم، وأخرج الضغائن، وألف بينهم بعد تمكنه منهم، وبعد أن قهرهم، وأعلمهم أن الله تعالى نصره (٩٢) [عليهم ومكنه منهم] (١) ثم أنعم عليهم.

فإن قيل: فإن النبي حين فتح خيبر قال رجل: إني أخذت من المغنم كبة [] (٢) لأخيطه بردعة لبعيري فقال : ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس، والخمس مردود عليكم، فقال الرجل: إذا بلغ الأمر إلى هذا فلا حاجة لي فيه، ورمى بالكبة (٣).


(١) طمس بمقدار ثلاث كلمات، والمثبت من السياق.
(٢) طمس بمقدار ثلاث كلمات.
(٣) أخرجه سعيد بن منصور (٢٧٢٦) عن قيس بن حازم أن رجلا أتى النبي بكبة شعر من المغنم، فقال: يا رسول الله! إنا نعمل الشعر فهبها لي، فقال: نصيبي فيها لك.
وأخرج أحمد (٤/ ١٢٧) - ١٢٧) منه قوله: "ما لي مما أفاء الله عليكم إلا الخمس والخمس مردود فيكم من حديث أم حبيبة بنت العرباض بن سارية".
وله شاهد من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص عند أحمد (٢/ ١٧٤) وآخر من حديث عبادة بن الصامت أخرجه أحمد أيضًا (٥/ ٣١٧ - ٣١٩) وآخر من حديث عمرو بن عبسة=

<<  <  ج: ص:  >  >>