للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لهم عقد صلح؛ لم يذهب عنهم، ولعلموه ولم يبدؤوا بالقتال، وكان خالد يقول لهم: أليس نحن على صلح فلم تقاتلون؟ فلما لم يكن شيء من هذا؛ دل على العنوة.

فإن قيل: فإن سعد بن معاذ كان مستجاب الدعوة، فدعا فقال: "اللهم إن كان يريد أن يكون بين النبي وبين قريش قتال؛ فأبقني إلى ذلك الوقت، فمات قبله" (١). فعلم أنه لم يكن بينهم قتال.

وروي أن بجير بن زهير بن أبي سلمى قال يوم فتح مكة:

فأعطينا رسول الله منا … مواثيق على حسن التصافي

فأعطونا المقادة حين قلنا … تعالوا بارزونا للمصافي (٢)

فأخبر أنهم لانوا وأعطوا المقادة، وتركوا القتال حين دعوهم إلى البراز، فدل على أنه لم يكن هناك قتال.

قيل: أما قولكم: "إن [سعد بن] (٣) معاذ كان مستجاب الدعوة؛ فإنه قال: "إن كان يريد أن يكون بينهم قتال" (٤)، وليس العنوة لا بد فيها من قتال، ولكنه يدخلها على فرار من أهلها، وفزعهم من القتال، وشدة خوفهم منه، ودخولهم بيوتهم، وهذا لا ينفي دخولها عنوة مع عجزهم عن قتاله، وعلى أن هذا لم يثبت (٥).


(١) أخرجه البخاري (٤١٢٢).
(٢) انظر البداية والنهاية (٤/ ٣٦٠).
(٣) ساقطة من الأصل.
(٤) تقدم تخريجه (٥/ ١٦٧).
(٥) بل هو ثابت كما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>