للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والدليل لقولنا ما روي من حديث ابن عمر أن النبي أجازه وهو ابن أربع عشرة سنة، وهو أجود من الحديث الذي فيه أنه رده وهو ابن أربع عشرة سنة (١)؛ لأن أحمد بن حنبل روى عن ابن مهدي، عن حماد بن زيد، عن هشام، عن محمد بن سيرين، عن ابن عمر قال: "عرضت على رسول الله يوم بدر وأنا ابن ثلاث عشرة سنة فردني، وعرضت عليه يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فأجازني" (٢).

وقد روى أيوب، عن ابن سيرين، عن ابن عمر: "عرضت على النبي يوم أحد ولي ثلاث عشرة سنة فردني، وعرضت يوم الخندق وأنا ابن أربع عشرة سنة فأجازني" (٣).


(١) حديث رده وهو ابن أربع عشرة سنة أخرجه البخاري (٢٦٦٤) ومسلم (١٧٦٧/ ٩١) بدون ذكر البلوغ، وأخرجه بذكره البيهقي (٦/ ٩١) وابن حبان في صحيحه (٤٧٢٧) ونقل البيهقي عن ابن صاعد قوله: في هذا الحديث حرف غريب، وهو قوله: "ولم يرني بلغت".
قلت: وأنت تلاحظ أن الحديث بهذا اللفظ مخرج في الصحيحين، واللفظ الذي فيه أنه أجازه وهو ابن أربع عشرة سنة لا وجود له كما سيأتي، فأين الجودة المذكورة التي زعمها المصنف.
(٢) نقله ابن حجر في الفتح (٧/ ١٣٣) عن ابن التين، وقال: لا وجود له. قلت: ولا وجود في المسند كما زعم المصنف. وأشار القاضي عبد الوهاب في شرح الرسالة (١/ ٢٣٧) إلى بطلانه.
(٣) أخرجه البيهقي (٦/ ٩٢) عن أبي معشر عن نافع عن ابن عمر بلفظ: "عرضت على النبي عام بدر ولي ثلاث عشرة سنة فردني، [وعرضت عليه يوم أحد وأنا ابن أربع عشرة سنة فلم يجزني في المقاتلة]، وعرضت عليه عام الخندق وأنا ابن خمس عشرة سنة فأجازني في المقاتلة".
وهو مشكل على قول من يقول: إن غزوة الخندق كانت سنة خمس؛ لأنه ينبغي أن يكون ابن عمر في الخندق ابن ست عشرة سنة، وقد جمع البيهقي بين هذا بأن قوله: "وأنا ابن أربع عشرة سنة" أي إني طعنت في الرابع عشر، وقوله في الخندق: "وأنا ابن خمس عشرة سنة" إني استكملتها وزدت عليها. =

<<  <  ج: ص:  >  >>