للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أحمد وروى بن حنبل، عن ابن مهدي عن سفيان وشعبة، عن أبي إسحاق، عن البراء قال: "استصغرت أنا وابن عمر في غزوة بدر" (١).

فتبين بذلك أنهم ردوا للصغر لأنهم لا يطيقون القتال، وأجيزوا حين أطاقوا.

وأيضا فقد روي أن رجلا كان له ابن وابن امرأة فعرضا على النبي فأجاز ابنه، ورد ابن امرأته، فقال: يا رسول الله! أجزت هذا ورددت ذلك، ولو صارعه؛ لصرعه فقال: اصطرعا، فاصطرعا، فصرع ابن امرأته ابنه، فأجازهما جميعا، ولم يكونا قد احتلما".

وكذلك روى [هشيم] (٢) عن عبد الحميد بن جعفر، عن (١٣٢) أبيه، عن سمرة بن جندب قال: "كان رسول الله يعرض عليه غلمان الأنصار كل عام فيلحق من أدرك منهم، فعرضت عليه عاما فألحق غلاما وردني، فقلت: يا رسول الله! ألحقته ورددتني، ولو صارعني؛ لصرعته، قال: فصارعني


= قال ابن حجر: "وهو شائع مسموع في كلامهم، وبه يرتفع الإشكال المذكور، وهو أولى من الترجيح". الفتح (٧/ ١٣٣) واستحسنه أيضا ابن الملقن في البدر (٦/ ٦٦٧).
قلت: وإذا كان هذا اللفظ الذي أخرجه البيهقي مشكلا؛ فكيف بلفظ المصنف الذي فيه أنه كان يوم الخندق له أربع عشرة سنة، وهذا مما يدلك على أن هذا اللفظ لا وجود له أيضا. والله أعلم.
(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٩٧) من طريق شريك بن عبد الله النخعي، عن أبي إسحاق، عن البراء. وأخرجه البخاري (٣٩٥٥) من طريق مسلم بن إبراهيم، وبرقم (٣٩٥٦) من طريق وهب كلاهما عن شعبة عن أبي إسحاق. وأخرجه الطبراني في الكبير (٢/ ٢٣/ ١١٦٧) من طريق سفيان عن أبي إسحاق.
(٢) في الأصل: ابن هشام، والتصحيح من التخريج.

<<  <  ج: ص:  >  >>