للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن أخيه يرفع بي خسيسته (١)، قالت فجعل رسول الله أمرها إليها، فقالت: قد أجزت ما فعل أبي، ولكني أردت أن يعلم النساء أن ليس للآباء من الأمر شيء" (٢).

فموضع الدلالة من الخبر هو أن أباها زوجها، ووقف النكاح على إجازتها هي، فدل على ما ذكرناه.

وأيضا فما روي "أن أم حبيبة بنت أبي سفيان كانت بالحبشة عند النجاشي، فزوجها من رسول الله ، وأمهرها عنه أربعة آلاف درهم، وقيل: أربعة آلاف دينار، وبعث الخبر إلى رسول الله ، (٢٩) فقبل ذلك وأجاز النكاح" (٣).


(١) الخسيس: الدنيء، والخسيسة والخساسة: الحالة التي يكون عليها الخسيس، يقال: رفعت خسيسته ومِن خسيسته؛ إذا فعلت به فعلا يكون فيه رفعته. النهاية (٢٦٣).
(٢) أخرجه النسائي (٣٢٦٩) وابن ماجه (١٨٧٤) والبيهقي (٧/ ١٩٠ - ١٩١) وقال: "هو مرسل لأن ابن بريدة لم يسمع من عائشة".
وقال ابن التركماني في الجوهر: "وابن بريدة ولد سنة خمس عشرة، وسمع جماعة من الصحابة، وقد ذكر مسلم في مقدمة كتابه أن المتفق عليه أن إمكان اللقاء والسماع يكفي في الاتصال، ولا شك في إمكان سماع ابن بريدة من عائشة، فروايته عنها محمولة على الاتصال، على أن صاحب الكمال صرح بسماعه منها". هامش السنن الكبرى (٧/ ١٩٠).
قلت: ويشهد له حديث الخنساء بنت خدام أن أباها زوجها وهي كارهة فرد رسول الله نكاحها. أخرجه البخاري (٥١٣٨) وكذا باقي الأحاديث الصحيحة في هذا الباب.
(٣) أخرجه البيهقي (٧/ ٢٢٥) والحاكم (٤/ ٢٢) وفي إسناد الحاكم الواقدي وهو متروك، وإسناد البيهقي حسن لكنه مرسل حيث أرسله محمد بن جعفر.
وقد وقع اختلاف فيمن زوج أم حبيبة للنبي فقيل: النجاشي كما في هذه الرواية، وقيل: عمرو بن أمية الضمري كما في الإصابة (٧/ ٣٣٣) وقيل: ابن عمها خالد بن سعيد بن العاص أخرجه البيهقي (٧/ ٢٢٥ - ٢٢٦)، وقيل: أبوها أبو سفيان، أخرجه مسلم =

<<  <  ج: ص:  >  >>