للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن ابنها أولى من أبيها بإنكاحها.

ونستدل عليه بعد هذا (١)، فقد استمر ما نقصده من قوة التعصيب في النكاح في الأخ على الجد.

فإن قيل: فإن أمر النكاح مبنيّ على التعصيب والشفقة، والجد أشفق من الأخ، ألا ترى أن الأب أولى من كل ولي لهذا المعنى، فهو في طلب الحظ لها أقوى من الجد (٢)، فكذلك يجب أن يكون الجد أولى من الأخ بهذا المعنى.

قيل: الأخ أغير على أخته من جدها في طلب الحظ والاحتياط لها أكثر من الجد، وليس أمر النكاح مبنيا على الشفقة، وإنما هو مبنيّ على طلب الكفاءة، ولئلا يدخل العار، والأخ أبلغ في الغيرة على أخته من جدها، فهو محتاط لها في الكفاية أكثر من احتياط الجد، ولهذا المعنى اختص الأب في بنته.

فإن قيل: فإن للأب تعصيبا وولادة، والجد كذلك، فلما كان الأب أولى من الأخ؛ كان كذلك الجد.

قيل: الأب له تعصيب وولادة محضة، يحوز [بها] (٣) الميراث والولاء مع وجود الأخ، والجد ليس كذلك، فلما استوى حكم الجد مع الأخ في الميراث وقوي تعصيب الأخ -لأنَّهُ يحوز الولاء دون الجد عندنا-؛ كان أولى بإنكاحها.


(١) وهي المسألة الموالية.
(٢) انظر تكملة المجموع (١٩/ ١٩١).
(٣) في الأصل: لها.

<<  <  ج: ص:  >  >>