للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل له: فنجمع بينهما بعلة أنه قائم من النوم، لا يتيقن على يده نجاسة.

وقد روي في بعض الأخبار: "فإنه لا يدري أين طافت يده" (١).

واليد تطوف في نوم النهار كما تطوف في نوم الليل.

وقد روى أنس بن السري عن النبي : "أنه توضأ فاستوكف ثلاثًا" (٢).

قال الراوي (٣): "معنى استوكف ثلاثًا: أي غسل كفه ثلاثًا" (٤).


= الترمذي (٢٤) لهذا الحديث المشار إليها سابقًا: "إذا استيقظ أحدكم من الليل". وفي رواية أخرجها ابن الجوزي في التحقيق، انظر تنقيح التحقيق (١/ ٣٤٨ - ٣٤٩) بلفظ: "إذا قام أحدكم من نوم الليل".
وفي رواية لأبي عوانة (١/ ٢٢٢): "إذا قام أحدكم للوضوء حين يصبح".
وقال الشوكاني: "لكن التعليل بقوله: "فإنه لا يدري أين باتت يده" يقضي بإلحاق نوم النهار بنوم الليل، وإنما خص نوم الليل بالذكر للغلبة". النيل (١/ ١٨٩).
قلت: وأشار إلى ذلك أيضًا النووي في المجموع (٢/ ٣٠٧).
(١) تقدم تخريجه (٢/ ١١).
(٢) أخرجه النسائي (٨٣) وأحمد (٤/ ٩ - ١٠) وابن المنذر في الأوسط (٢/ ١٧) والبيهقي (١/ ٧٧) من حديث أوس بن أبي أوس، وقال الشوكاني في النيل (١/ ١٨٨): "رجاله عند النسائي ثقات إلا حميد بن مسعدة فهو صدوق".
قلت: وله علة أخرى وهو الاضطراب في الراوي الذي روى عنه النعمان بن سالم؛ فقيل: ابن أبي أوس عن جده أوس كما عند أحمد، وقيل: عمر بن أوس عن جده، كما عند أحمد أيضًا، وقيل: ابن عمرو بن أوس عن جده كما عند البيهقي، وقيل: عن ابن أوس عن جده كما عند الطيالسي (١١١١) ولم أجده من طريق أنس السري.
(٣) القائل هو النعمان بن سالم كما هو مصرح به عند البيهقي (١/ ٧٧).
(٤) قال ابن التركماني: "هذا الكلام يوهم أنه استوكف مشتق من الكف، وليس كذلك؛ بل هو مشتق من "وكف البيت إذا قطر"، فالصواب في الحديث ما قال بعض العلماء أن معنى استوكف: استظهر الماء، يعني: توضأ ثلاثًا وبالغ في صب الماء حتى وكف، فليس بمختص =

<<  <  ج: ص:  >  >>