للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الله ورسوله، ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه" (١)، فوجب أن نقصره على الهجرة (٢).

قيل: النبي أخرج هذا مخرج العموم، ثم ذكر بعض ما شمله العموم، ولو أراد الهجرة وحدها لقال: "إنما الهجرة" التي هي عمل واحد (٣)، فلما عدل عن ذلك وقال: "الأعمال بالنيات" لم يجز أن نصرفه إلى عمل واحد.

وعلى أنه نبه على المعنى وهو المقاصد، ولا فرق بين الهجرة وغيرها.

دليل: وهو قوله تعالى: ﴿وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى﴾ (٤).

فمن سعى في اللعب بالماء لم تحصل له عبادة.


= الهجرة، وإنما هاجر ليتزوج امرأة تسمى أم قيس، فلهذا خص في الحديث ذكر المرأة دون سائر ما ينوى به. لكن قال الحافظ ابن حجر: "وقصة مهاجر أم قيس رواها سعيد بن منصور عن ابن مسعود .. ورواه الطبراني من طريق أخرى عن الأعمش بلفظ: "كان فينا رجل خطب امرأة يقال لها أم قيس، فأبت أن تتزوجه حتى يهاجر، فهاجر فتزوجها، فكنا نسميه مهاجر أم قيس، وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين، لكن ليس فيه أن حديث الأعمال سيق بسبب ذلك، ولم أر في شيء من الطرق ما يقتضي التصريح بذلك". الفتح (١/ ٤٨).
(١) تقدم تخريجه (٢/ ٨).
(٢) نحوه في التجريد (١/ ١٠٤).
(٣) فتكون العبارة: إنما الهجرة بالنية، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته …
(٤) سورة النجم، الآية (٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>