للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: الخلاف في القصد، والقصد في الوضوء للصلاة هو ذكر الله تعالى، ولولا هذا لبطلت فائدة الحديث.

دليل: قول النبي : "الأعمال بالنيات، وإنما لامرئ ما نوى" (١).

وفي هذا الحديث دليلان:

أحدهما: قوله: "الأعمال بالنيات"، فيحتمل أحد الأمرين: إما وجود الأعمال بالنيات، ولا توجد بغير نية، وهذا غير مراد (٢)؛ لأنها توجد في المشاهدات بغير نية.

أو يكون أراد الأعمال المقرب بها من المجزئة بالنية، فهذا هو المراد.

وظاهر قوله: "الأعمال بالنيات" أي: عمادها بذلك، كما يقال: الطير بجناحيه، والأمير بجيشه، أي: عماد ذلك بهذا.

والدلالة الثانية: قوله: "وإنما لامرئ ما نوى"، فدل على أن ما لم ينوه لا يكون له (٣).

فإن قيل: فليس في هذا الخبر دلالة؛ لأنه خرج على سبب وهو قصد المهاجرة (٤)، ألا تراه قال: "فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى


(١) تقدم تخريجه (٢/ ٨).
(٢) بالإجماع كما في التجريد (١/ ١٠٤) قلت: وإن كان هذا لا يتصور في العقلاء، إذ ما من عاقل إلا ويعمل عملًا بنية. والله أعلم.
(٣) انظر إحكام الأحكام (١/ ٧ - ١٠) وفتح الباري (١/ ٥٠ - ٥٤) وجامع العلوم والحكم (١٥ - ١٦) والفجر الساطع (١/ ٤٤).
(٤) اشتهر أن هذا الحديث كان سببه أن رجلًا هاجر من مكة إلى المدينة لا يريد بذلك فضيلة =

<<  <  ج: ص:  >  >>