ثالثًا: أن المؤلف ذكر أن الراوي عن ابن عباس ﵄ مجاهد، وقد تبين من التخريج السابق لأثر ابن مسعود ﵁ أن مجاهدًا هو الذي رواه عن ابن مسعود، ومجاهد كما تقدم لم يدرك ابن مسعود، فلعل المؤلف اطلع على بعض الكتب، فوجد الأثر منسوبًا إلى عبد الله فقط، دون ذكر اسمه فظن أنه ابن عباس لمعرفته أن مجاهدًا لم يدرك ابن مسعود، ولأن مجاهدًا مشهور بالرواية عن ابن عباس ﵄. والذي أزال الإشكال لدينا هو تصريح ابن المنذر بأنه ابن مسعود ﵁ والله أعلم". اهـ كلامه ص (١/ ٢٣٤ - ٢٣٥). قلت: وهذه الأوجه الثلاثة المذكورة كلها تصب في شيء واحد، وهو أن ابن عباس ليس ممن يقول بذلك، وقد أشار ابن حزم ﵀ في المحلى (١/ ٣١١) أن ابن عباس أيضًا ممن يقول بذلك، وذكر معه عليًّا وابن مسعود. والله أعلم. (١) سورة التوبة، الآية (٦٠). (٢) رواه بلفظ المصنف الدارقطني (٢/ ٢٥٤) والبيهقي (١/ ١٣٧ - ١٣٨) وابن حزم في المحلى =