وأما أثر ابن مسعود؛ فأخرجه أيضًا الدارقطني (١/ ٨٩) وابن المنذر (٢/ ٧٢) والبيهقي في السنن (١/ ١٤٠) وفي الخلافيات (١/ ٤٩٠) وقال الدارقطني: "وهذا مرسل لا يثبت". وقال البيهقي: "وجهة إرساله أن مجاهدًا لم يسمع من ابن مسعود". قلت: وقد روي عن علي أنه قال: "ما أبالي لو بدأت بالشمال قبل اليمين إذا توضأت"، أخرجه الدارقطني (١/ ٨٩) والبيهقي (١/ ١٤٠) وجعله مفسرًا للرواية الأخرى. وكذا أبو عبيد في الطهور (٣٥٣). وهو مع ذلك ضعيف لضعف زياد مولى بني مخزوم. انظر التلخيص (١/ ٨٨). وورد نحوه عن ابن مسعود أخرجه أبو عبيد في الطهور (٣٥٣) والدارقطني (١/ ٨٩) والبيهقي في السنن (١/ ١٤٠) وفي الخلافيات (١/ ٤٩٠ - ٤٩١) وقال الدارقطني: صحيح. (٢) أشار المحقق أنه لم يجده، وذكر أن نسبته إليه وهم، وإنما هو عن ابن مسعود، وذكر لذلك ثلاثة أدلة: الأول: أن العلماء عندما تعرضوا للمسألة لم يذكروا عن ابن عباس ﵁ شيئًا في هذه المسألة، وإنما يذكرون ما جاء عن علي وابن مسعود ﵄. ينظر الأوسط والمبسوط والتمهيد والمغني والمجموع. ثانيًا: أن ابن عبد البر ﵀ ذكر من أدلة من يرى وجوب الترتيب أثرًا عن ابن عباس ﵄ قال: ما ندمت على شيء لم أكن عملت به ما ندمت على المشي إلي بيت الله أن لا أكون مشيت؛ لأني سمعت الله ﷿ يقول حين ذكر إبراهيم، وأمره أن ينادي في الناس بالحج فقال: ﴿يَأْتُوكَ رِجَالًا﴾، فبدأ بالرجال قبل الركبان. قال ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٨٤): "فهذا ابن عباس قد صرح بأن الواو توجب عنده القبل والبعد والترتيب". فلو حفظ أثر ابن عباس ﵄ في الوضوء؛ لذكره؛ ليعارض به =