للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اختلافًا فيه، فمنهم علي، وعبد الله بن مسعود، وابن عباس. قال علي وابن مسعود: إذا أتممنا وضوءنا فلا نبالي بأي أعضاءنا بدأنا (١).

وقال ابن عباس: إذا أسبغت وضوءك فسواء بدأت برجليك أو بيديك (٢).


(١) أثر علي أخرجه الدارقطني (١/ ٨٨ - ٨٩) وابن المنذر (٢/ ٧٢) والبيهقي (١/ ١٤٠) وفي الخلافيات (١/ ٤٩٢)، وهو منقطع كما قال البيهقي وغيره، عبد الله بن عمرو بن هند لم يسمع من علي كما قال ابن حجر في التقريب (٣١٦).
وأما أثر ابن مسعود؛ فأخرجه أيضًا الدارقطني (١/ ٨٩) وابن المنذر (٢/ ٧٢) والبيهقي في السنن (١/ ١٤٠) وفي الخلافيات (١/ ٤٩٠) وقال الدارقطني: "وهذا مرسل لا يثبت". وقال البيهقي: "وجهة إرساله أن مجاهدًا لم يسمع من ابن مسعود".
قلت: وقد روي عن علي أنه قال: "ما أبالي لو بدأت بالشمال قبل اليمين إذا توضأت"، أخرجه الدارقطني (١/ ٨٩) والبيهقي (١/ ١٤٠) وجعله مفسرًا للرواية الأخرى. وكذا أبو عبيد في الطهور (٣٥٣). وهو مع ذلك ضعيف لضعف زياد مولى بني مخزوم. انظر التلخيص (١/ ٨٨).
وورد نحوه عن ابن مسعود أخرجه أبو عبيد في الطهور (٣٥٣) والدارقطني (١/ ٨٩) والبيهقي في السنن (١/ ١٤٠) وفي الخلافيات (١/ ٤٩٠ - ٤٩١) وقال الدارقطني: صحيح.
(٢) أشار المحقق أنه لم يجده، وذكر أن نسبته إليه وهم، وإنما هو عن ابن مسعود، وذكر لذلك ثلاثة أدلة: الأول: أن العلماء عندما تعرضوا للمسألة لم يذكروا عن ابن عباس شيئًا في هذه المسألة، وإنما يذكرون ما جاء عن علي وابن مسعود . ينظر الأوسط والمبسوط والتمهيد والمغني والمجموع.
ثانيًا: أن ابن عبد البر ذكر من أدلة من يرى وجوب الترتيب أثرًا عن ابن عباس قال: ما ندمت على شيء لم أكن عملت به ما ندمت على المشي إلي بيت الله أن لا أكون مشيت؛ لأني سمعت الله ﷿ يقول حين ذكر إبراهيم، وأمره أن ينادي في الناس بالحج فقال: ﴿يَأْتُوكَ رِجَالًا﴾، فبدأ بالرجال قبل الركبان.
قال ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٨٤): "فهذا ابن عباس قد صرح بأن الواو توجب عنده القبل والبعد والترتيب". فلو حفظ أثر ابن عباس في الوضوء؛ لذكره؛ ليعارض به =

<<  <  ج: ص:  >  >>