للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، والمرسل نعمة من رب الخلق أجمعين، القائل فيما صح عنه من حديثه المبين: "من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين"، صلاة وسلاما دائمين إلى يوم الدين.

وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحبه الغر الميامين، من نشروا دينه في الآفاق، وجهدوا في تبليغه على كل قدم وساق.

والتابعين لهم بإحسان، أولي العلم والفقه والعرفان، السائرين على نهجهم بإيمان وإحسان.

أما بعد فإن الله خلق الخلق ليعبدوه، وبالإلاهية يوحدوه، ولما كانت عقولهم عن إدراك كيفية عبادته قاصرة، وحاجتهم إليها واضحة ظاهرة، بعث الله إليهم رسله، وأنفذ إليهم أنبياءه وكتبه، فأخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الضلالة والحيرة إلى السعادة والحبور.

وختمهم بسيد البشر، وإمام من حضر وغبر، فعلم الأمة كيف تعبد ربها، وأرشدها إلى ما يصلح دينها ودنياها، فتفقهت في الدين، وفهمت الأحكام عن رب العالمين، إلى أن توفاه الله وقد بلغ دينه الأمصار، وانتشرت رحمته في كثير من الأقطار.

<<  <  ج: ص:  >  >>