للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: هو على أصلنا مخصوص بما ذكرناه من أن الجنب لا يقرأ؛ لأنه أخص منه.

فإن قيل: فقد قال تعالى: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرَ﴾ (١)، وهذا عام.

قيل: عنه جوابان:

أحدهما: أن القراءة قول وليست بفعل (٢)، فلم يدخل تحت الظاهر.

والجواب الآخر: هو أن قراءة الجنب ليست من فعل الخير، بل هي من فعل الشر، وإن كان القرآن في نفسه خيرا.

فإن قيل: فقد روت عائشة أن النبي كان لا يمتنع من ذكر الله على كل حال (٣).

قيل: عنه جوابان:

أحدهما: أننا نقول: إن الجنب غير ممنوع من ذكر الله تعالى، وليس كل الذكر القرآن (٤).


(١) سورة الحج، الآية (٧٧).
(٢) ورد في القرآن ما يدل على دخول القول في الفعل، وهو قوله تعالى: ﴿وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ﴾ بعد قوله: ﴿زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا﴾ وقال ابن حجر: "ثم لفظ العمل يتناول فعل الجوارح حتى اللسان فتدخل الأقوال .. والتحقيق أن القول لا يدخل في العمل حقيقة ويدخل مجازا، وكذا الفعل". الفتح (١/ ٥٣) وسيذكر المصنف فيما بعد (٢/ ٢٣٩) ما يدل على إدخاله القول في الفعل بنفس الآية التي ذكرها هنا.
(٣) أخرجه مسلم (٣٧٣/ ١١٧) والبخاري معلقا في كتاب الحيض، باب تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت.
(٤) الذكر أعم من أن يكون بالقرآن أو بغيره، وإنما فرِّق بين الذكر والتلاوة بالعرف. الفتح (٢/ ٨٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>