العنوان الذي ذكره حاجي خليفة ومن معه، والعلم عند الله تعالى.
وأما تسميته بنكت العيون فهو محتمل لأن يكون ابن القطان قصد بذلك كتاب ابن القصار هذا، أو اختصاره للقاضي عبد الوهاب، وقد ناقش ذلك الدكتور فاروق حمادة كما أشرت سابقا، والظاهرُ أن هذا العنوان هو اسم لاختصار القاضي عبد الوهاب لكتاب ابن القصار؛ لأن النصوص التي نقلها ابن القطان في الإقناع توافق ما في اختصار القاضي عبد الوهاب، كما أشار إلى ذلك الدكتور فاروق حمادة، وإن كان هذا الأخير تردد في هذا الاختصار لمن هو، هل هو للقاضي عبد الوهاب أو لشيخه ابن القصار، ولكن الكتاب طبع، وقد أقام محققه الدلائل أنه للقاضي عبد الوهاب، وبالله التوفيق.
وأما تسمية الكتاب بعيون المجالس فقد ذكره الشيخ عليش كما تقدم، ويفهم أيضًا من كلام الحطاب في المواهب، وقد تقدم أيضًا، وقد استنبطت ذلك أيضًا من خاتمة اختصار القاضي عبد الوهاب لكتاب ابن القصار حيث قال:"هذه آخر مسألة في كتاب عيون المجالس، وقد جردتها في هذا الجزء ليقرب حفظها، ويسهل طلبها لمن التمس مسألة منه بعينها، ولمن أراد حفظ المذهب فقط، فإن طلب الحجة على المسألة فليرجع إلى الأصل … ".
وهذا عند التأمل يظهر أنه اختصر عيون المجالس، والسياق يعين عليه؛ لأنه بعد أن ذكر العنوان قال "وقد جردتها" أي مسائل عيون المجالس الذي هو الأصل، ثم قال:"في هذا الجزء" ولم يسمه، والظاهر أنه يخبر أن المسألة آخر مسائل الأصل، ولو كان اسما لكتابه لقال:"في كتابي عيون المجالس"، أو "من كتابي"، أو من هذا الكتاب، والله أعلم.