للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ما قلناه (١)، وإنما صحب النبي أربع سنين.

ويشبه من طريق آخر (٩٠) أن يكون منسوخا؛ لأنَّه لو كان قوله: "من مس ذكره فليتوضأ" متقدما لم يكن لقوله لطلق: "هل هو إلا بضعة منك؟ "، [معنى] (٢)، ولكن تقدم قوله: "هل هو إلا بضعة منك؟ "، ثم قال بعد ذلك: "عليك الوضوء"، وهذا أشبه.

وعلى أن الكلام في الأخبار في فصلين:

أحدهما: في تقديم أحدهما على الآخر.

والثاني: في الاستعمال.

فأما الكلام في التقديم وترك الآخر فإذا لم يكن بد من ترك أحدهما فإننا نقول: إن خبرهم يقتضي أنه لا يجب الوضوء منه، وخبرنا يقتضي وجوب الوضوء منه، فإسقاط خبرهم بخبرنا أولى من وجهين:

أحدهما: أن خبرنا متأخر على ما ذكرناه عن أبي هريرة، وخبرهم متقدم، والمتأخر ينسخ المتقدم.

والوجه الثاني: هو أنه إذا لم يكن بد من ترك أحد الخبرين فترك ما هو


= في رعاية الإبل". هذا وقد ورد أن المسجد بني مرتين أيضا، فيحتمل أن طلقا قدم في المرة الثانية، وهو ما أخرجه أحمد عن أبي هريرة (٢/ ٣٨١) وفيه أن أبا هريرة شهد بناء المسجد. لكنه ضعيف، المطلب بن عبد الله بن حنطب عامة رواياته عن الصحابة مراسيل كما قال أبو حاتم وغيره. انظر تهذيب التهذيب (٦/ ٣٠٢ - ٣٠٣).
(١) أخرجه ابن حبان (٢/ ٢٢٤) والدارقطني (١/ ١٤٨) والبيهقي (١: ٢١٣ - ٢١٤).
(٢) ساقط من الأصل والمطبوع.

<<  <  ج: ص:  >  >>