للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ميمونة، ونام ونام فغط حتى سمعنا غطيطه (١)، ثم قام وصلى ولم يتوضأ" (٢).

والدليل عليهم قوله تعالى: ﴿إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ﴾ الآية.

وهذه وردت على سبب، وهو أن أصحاب رسول الله كانوا قد قاموا من النوم، وكان ورودها في غزوة المريسيع (٣) حيث فقدت عائشة عقدها، فأخروا الرحيل إلى أن أضاء الصبح، فطلبوا الماء فلم يجدوا، فأنزل الله تعالى هذه الآية إلى قوله: ﴿فَتَيَمَّمُوا﴾ (٤).

وإن كان الخطاب خارجا على سبب فلا خلاف أن السبب داخل فيه (٥)، وهم قاموا من النوم، فأوجب الله تعالى غسل هذه الأعضاء عند قيامهم من النوم (٦).

وأيضا ما رواه علي ومعاوية أن النبي قال: "العينان وكاء السه،


(١) الغطيط الصوت الذي يخرج من نفس النائم، وهو ترديده حيث لا يجد مساغا، وقد غط يغط غطا وغطيطا النهاية (٦٧٣).
(٢) أخرجه البخاري (٧٢٦) ومسلم (٧٦٣/ ١٨١١) وانظر بقية أدلتهم مع الجواب عليها في المجموع (٢/ ٦١٩ - ٦٢٠).
(٣) بضم الميم وفتح الراء، ماء لبني خزاعة، بينه وبين الفُرع - موضع من ناحية المدينة - مسيرة، يوم، وتسمى بني المصطلق، وهو لقب لجذيمة بن سعد بن عمرو بطن من بني خزاعة. وكانت في شعبان سنة خمس. انظر زاد المعاد (٣/ ٢٢٩ - ٢٣٠).
(٤) أخرجه البخاري (٤٦٠٧) ومسلم (٣٦٧/ ١٠٨).
(٥) بل الخلاف موجود وإن كان ضعيفا. انظر شرح التنقيح (٢١٤ - ٢١٥) شرح المحلي على
جمع الجوامع بحاشية زكريا الأنصاري (٢/ ٤٢٦ - ٤٢٧) نثر الورود (٢٠٧ - ٢٠٨).
(٦) وأيضا فإن الآية ذكر فيها بعض النواقض، وبينت السنة الباقي، ولهذا لم يذكر البول وهو حدث بالإجماع. المجموع (٢/ ٦٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>