للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

محروسا من ذلك، ولو خرج منه لعقله، ونحن بخلافه في ذلك، ولم يكن مخصوصا بأن يحس في نومه (١).

وجواب آخر وهو أنه يجوز أن يكون له نومان: أحدهما: لا ينام فيه قلبه، وهو الذي روته عائشة (١٠٤) (٢).

ونوم مثل نوم أمته، ينام قلبه وجميع أعضائه.

فأما الكلام على أبي حنيفة فالدليل لقولنا: ما روي أن النبي قال: "لا وضوء على الجالس" (٣)، دليله أن غير الجالس بخلافه فعليه الوضوء.


(١) ضعف هذا التوجيه ابن حجر في الفتح (٢/ ١٥٠ - ١٥١)، ونقل تضعيفه عن ابن دقيق العيد، وذلك أن قوله: "إن عيني تنامان ولا ينام قلبي" خرج جوابا عن قول عائشة: "أتنام قبل الوتر؟ "، وهذا كلام لا تعلق له بانتقاض الطهارة الذي تكلموا فيه، وإنما هو جواب يتعلق بأمر الوتر، فتحمل يقظته على تعلق القلب باليقظة للوتر … ".
(٢) وهو أحد الوجهين اللذين ذكرهما النووي، وضعفه، وصحح وجها آخر وهو أن القلب إنما يدرك الحسيات المتعلقة به كالحدث والألم ونحوهما، ولا يدرك طلوع الفجر وغيره مما يتعلق بالعين، وإنما يدرك ذلك بالعين، والعين نائمة وإن كان القلب يقظانا". شرح مسلم (٥/ ١٥١) وانظر أيضا المجموع (٢/ / ٦٢٣ - ٦٢٤).
وقال ابن عبد البر: "كان رسول الله ينام أحيانا نوما يشبه نوم الآدميين، وذلك إنما كان منه غبا لمعنى يريد الله إحداثه، وليسن لأمته سنة تبقى بعده، يدلك على ذلك .. قوله في حديث العلاء بن خباب: "لو شاء الله لأيقظنا، ولكن أراد أن تكون سنة لمن بعدكم". وأما طبعه وجبلته وعادته المعروفة منه ومن الأنبياء قبله؛ فما حكاه عن نفسه : "إن عيني تنامان ولا ينام قلبي"، فأطلق ذلك عن نفسه إطلاقا غير مقيد بوقت، وفي حديث آخر: "إنا معشر الأنبياء تنام أعيننا ولا تنام قلوبنا"، فأخبر أن كل الأنبياء كذلك". التمهيد (٢/ ٢٤٣ - ٢٤٤)
(٣) أخرجه الدارقطني (١/ ١٦٠ - ١٦١) وفيه عمر بن هارون البلخي، متروك الحديث كما في التلخيص (١/ ١٢٠) ويعقوب بن عطاء ضعيف. وأخرجه البيهقي في الخلافيات (٢/ ١٤٩ =

<<  <  ج: ص:  >  >>