للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أحمد: وما لأبي خالد الدالاني يدخل نفسه في أصحاب قتادة؟!

وعلى أن قتادة لم يسمع من أبي العالية إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها (١)، ومن مذهب أصحاب الحديث أنهم إذا قالوا: "لم يسمع فلان من فلان شيئا" فقد نفوا أن يكون أخذ عنه شيئا، ولا يريدون بهذا أنه قرأ عليه؛ لأن قراءته عليه سماع منه، ولو أرادوا أنه عنده مرسل لذكروه ولم ينكروه؛ لأنهم بأجمعهم - عندنا - يقولون بالمرسل (٢)، ولو اختلفوا فيه لذكره من لم يقل بالمرسل، وعلله وبين رده، ومن يقول بالمرسل لا ينكر عليه، وإنما يريدون بقولهم: "لم يسمع" النفي والرد لما رواه.

فإن قيل: فإن أبا داود قال: إن قتادة لم يسمع من أبي العالية إلا أربعة أحاديث ليس [هذا] (٣) منها (٤).

وهو مرسل من وجه آخر (٥)، وهو أن أبا خالد لم يلق قتادة، وأنتم ونحن نقول بالمراسيل.

قيل: قد أجبنا عن هذا، وإنما نقول بالمرسل ما لم يمنع منه مانع، وقد بينا المانع، وهو أن أصحاب الحديث يريدون بذلك أنه لا رواية عنده عنه.

على أنه لو صح لكان حجة لنا؛ لأن النبي النبي نص على المضطجع،


(١) انظر ما تقدم في تخريجه.
(٢) انظر ما تقدم (٢/ ٢٩٢).
(٣) ما بين المعقوفتين ساقط من المطبوع.
(٤) إنما نقل ذلك أبو داود عن شعبة كما تقدم [رقم].
(٥) بناء على أن المرسل والمنقطع شيء واحد، وبه عرفه المازري في شرح البرهان فقال: "أما المرسل فهو رواية التلميذ عن شيخ شيخه". نقله عنه العلائي في جامع التحصيل (١٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>