للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رجل من المهاجرين ورجل من الأنصار (١)، فأصيب أحدهما بثلاثة أسهم وهو في الصلاة، وهو ينزعها والدم يسيل، ويصلي حتى ركع (٢)، ثم جاءا إلى النبي فأخبراه، فلم ينكر على المصلي ما فعل" (٣).

فدل ذلك على أن خروج الدم من غير مخرج الحدث لا ينقض الوضوء.

فإن قيل: فليس فيه أنه أمره بغسله، فقولوا: إنه لا يجب غسله.


= الأشعري فيما أخرجه البخاري (٤١٢٨) ومسلم (١٨١٦/ ١٤٩) وقيل: لشجرة هناك اسمها ذات الرقاع، وقيل: لجبل فيه بقع حمر وسود وبيض. والصحيح أنها كانت بعد خيبر كما صححه ابن القيم في الزاد (٢/ ٢٢٦) والبخاري حيث قال: وهو بعد خيبر؛ لأن أبا موسى جاء بعد خيبر. وكذا رجحه ابن حجر كما في الفتح (٩/ ٤٠٦ - ٤٠٧) وابن كثير في البداية (٤/ ١٠٢).
(١) الرجل الذي نزفه الدم هو عباد بن بشر، والآخر هو عمار بن ياسر، وقيل: الأنصاري عمارة بن حزم والمشهور عباد، حكى ذلك المنذري بزيادة جهر بالسورة عند البيهقي. أفاده ابن الملقن في التوضيح (٤/ ٢٦٤).
(٢) أخرجه أبو داود (١٩٨) وأحمد (٣/ ٣٤٣) وعلقه البخاري في صحيحه بصيغة التمريض في كتاب الوضوء، باب من لم ير الوضوء إلا من المخرجين القبل والدبر.
وقال ابن حجر: "وصله ابن إسحاق في المغازي قال: حدثني صدقة بن يسار عن عقيل بن جابر عن أبيه مطولا، وأخرجه أحمد وأبو داود والدارقطني وصححه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، كلهم من طريق ابن إسحاق، وشيخه صدقة ثقة، وعقيل - بفتح العين - لا أعرف راويا عنه غير صدقة، ولهذا لم يجزم به المصنف، أو لكونه اختصر، أو للخلاف في ابن إسحاق". الفتح (١/ ٥٢٢ - ٥٢٣).
وقوله: "لا أعرف راويا عنه غير صدقة"، قد ذكر الحافظ نفسه في التهذيب (٤/ ٥٣٨) راويا آخر له هو جابر البياضي، حيث قال: "وقد روى جابر البياضي عن ثلاثة من ولد جابر عن جابر، فيحصل لنا راو آخر وإن كان ضعيفا عن عقيل مع صدقة؛ لأن جابرا له ثلاثة أولاد رووا الحديث، هذا، وعبد الرحمن، ومحمد".
(٣) هذه الزيادة ليست من الحديث، ولعل المصنف فهم ذلك من القصة من عدم نقل الإنكار، وإن كان صنيعه يوهم أن ذلك من نفس الحديث. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>