للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما جواب الاعتراض فيذكره في الغالب بقوله: قيل، وقد يذكره بقوله: فالجواب، أو فنقول.

٧ - إن كان المذهب قد اختلف في مسألة على أقوال فإنه يحاول أن يذكر وجه كل رواية، وغالبا ما يكتفي بقوله: ووجه الرواية الأخرى ما حكيناه عن المخالفين.

٨ - لم يُقصِّر المصنف في ذكره أدلة المخالفين واعتراضاتهم على ما ذهب إليه، بل يذكر حججهم بأسلوب قوي رصين، ويسوقها بعبارة جيدة محكمة، قد تطول أحيانا، وقد تقصر، حتى إنه يذكر أدلتهم بطريقة أقوى مما هي عليه في كتب المخالفين، كالحاوي الكبير مثلا للماوردي، والتجريد للقدروي، بل يورد مجموعة من الأدلة لم ترد حتى في كتب المخالفين المشهورة المطبوعة، وهذا يدل على إنصافه، وعدم هضم المخالف حقه.

٩ - إذا كان المخالف متعددا على وجوه متعددة فإنه يفرد الرد على كل واحد منهم، وغالبا ما يرد د على كل واحد بفصل خاص، كما فعل ذلك مثلا في مسألة مس الذكر، والوضوء من مس المرأة، ويبدأ ذلك بقوله: وأنا أفرد الكلام على أبي حنيفة، أو يقول: فصل على فلان فإنه قال كذا وكذا.

١٠ - اتسم المصنف في رده على مخالفيه بأدب الخلاف، واحترام القول الآخر، وعدم التشنيع على المخالف بعبارات نابية، وكلمات جارحة، بل ينتصر لمذهبه بقوة الدليل، ووضوح الحجة والبرهان، وقد يشتد نكيره على المخالف أحيانا إذا خالف إجماعا، أو ما يراه كالإجماع، كقوله مثلا (٣/ ٨٩): "إذا اعتبر مذهب أبي حنيفة في ذلك حق الاعتبار أدى إلى خرق الإجماع".

<<  <  ج: ص:  >  >>