للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقولكم: "قد كان خلف النبي منافقون" فإننا نقول: الظاهر في الصلاة غير ذلك، ولو كان كذلك لم يجز أن يقول الراوي: إن طوائف من أصحاب النبي ضحكوا؛ لأن هؤلاء ليسوا من الصحابة، والراوي قطع أنهم من الصحابة (١).

وأيضا فإن من مذهبهم أن أخبار الآحاد إذا وردت عرضت على الأصول، فإن دفعتها لم يقولوا بها.

ومن ذلك: ما قالوا لنا في مس الذكر (٢)، وفي اليمين مع الشاهد (٣)، وخبر القرعة في حديث عمران بن حصين (٤)، وحديث أبي هريرة في المصراة (٥)،


(١) قد يكون أراد الصحبة اللغوية المأخوذة من المصاحبة، فيدخل فيها حتى المنافقون، ويدل عليه ما أخرجه البخاري من حديث جابر (٤٩٠٥) لما قال عبد الله بن أبي بن سلول: ليخرجن الأعز منها الأذل .. قال عمر: دعني أضرب عنق هذا المنافق، فقال : لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه"، ويخرج عليه أيضا حديث الحوض، وهو ما أخرجه البخاري (٣٠٩٧): "يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيُجلَون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي، فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى". وعليه فلا يكون فيه مستمسك للروافض في دعواهم كفر الصحابة، وأنهم في النار، لأن لفظ الصحبة هنا يمكن تخريجه على الصحبة اللغوية كما ذكرت، على أن للحديث أوجها أخرى للرد على الروافض، ليس هذا مجال ذكرها. وانظر الصحابة والمنافقون في صدر الإسلام (٥٧ - ٦٢).
(٢) تقدم الحديث عنه بتفصيل.
(٣) أخرجه مسلم (١٧١١/ ٢).
(٤) يشير إلى ما أخرجه مسلم (١٦٦٨/ ٥٦) من حديث عمران بن حصين أن رجلا أعتق ستة مملوكين له عند موته لم يكن له مال غيرهم، فدعا رسول الله فجزاهم أثلاثا، ثم أقرع بينهم، فأعتق اثنين وأرق أربعة، وقال له قولا شديدا.
(٥) أخرجه البخاري (٢١٤٨) ومسلم (١٥١٥/ ١١) من حديث أبي هريرة مرفوعا: "لا تصروا=

<<  <  ج: ص:  >  >>