للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا نص، وهذا استدل به أبو حنيفة وشيوخهم.

والجواب: أن هذا الحديث ضعيف؛ لأن أبا فزارة وأبا زيد مجهولان، ولم يعرفهما أحد من أصحاب الحديث (١).

وقال موسى بن هارون: هذا حديث باطل، ولا نعلم أحدا روي هذا الحديث عن ابن مسعود إلا أبا زيد هذا، وهو رجل مجهول، وعندنا أنه إذا لم يعلم إسلام الرجل وعدالته لم يجز قبول خبره.

وقد قيل: إن أبا فزارة راشد بن كيسان كان نباذا بالكوفة (٢)، فروى هذا لتنفق سلعته.

فإن قيل: فقد روى سفيان الثوري عن أبي فزارة، فدل على أنه ثقة معروف.

وأما بيعه النبيذ فلا يرد به خبره؛ لأن شرب النبيذ حلال كالماء، وليس


(١) أما أبو زيد فقد جهله البخاري والترمذي وابن عدي وابن حبان، بل نقل ابن عبد البر الاتفاق على جهالته كما في تهذيب التهذيب (٧/ ٣٧٢).
وأما أبو فزارة فقد وثقه جماعة منهم يحيى بن معين والدارقطني، وابن حبان، وروى عنه ليث بن أبي سليم، والثوري، وجرير بن حازم وشريك، وحماد بن زيد، والجراح بن مليح، وغيرهم، فارتفعت تهمة تجهيله وتجريحه، بل روى له مسلم حديثا. انظر تهذيب التهذيب (٢/ ٣٩١).
(٢) هذا وهم، وإنما الموصوف بذلك هو أبو زيد لا أبو فزارة، ذكر ذلك أبو داود كما التهذيب (٧/ ٣٧٢) ونقل ذلك البيهقي في الخلافيات (١/ ١٦٧) عن الحاكم.
وقال ابن عبد الهادي في التنقيح (١/ ٦٠): "وهذا يحتمل أن يكون تحسينا لأمر أبي زيد، فيكون قد ضبط الحديث لكونه نباذا، ويحتمل أن يكون تضعيفا له".
تنبيه: ذكر المحقق أن قائل ذلك هو أبو بكر بن أبي داود، والموجود في التهذيب: أبو داود.

<<  <  ج: ص:  >  >>