للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأيضا فإن ابن مسعود سئل عنه فأنكره؛ لأنه روى إبراهيم النخعي عن علقمة قال: قلت لعبد الله: هل كنت مع النبي ليلة الجن؟ فقال: لا، ووددت أني كنت معه. قال: فقلت: إن الناس يقولون إنك كنت معه، فقال: فقدنا رسول الله ليلة فقلنا: اغتيل أو استطير (١) أي قتل، فبتنا بشر ليلة بات بها أهلها، فلما أصبح أقبل من ناحية حراء، وذكر أن داعي الجن أتاه، فقرأ لهم القرآن" (٢).

فكما رووا عنه أنه قال: "كنت معه" فقد روي عنه أنه قال: "ما كنت معه"، فتعارضا.

فإن قيل: خبرنا مثبت، فهو أولى، ثم يجوز أن يكون نسي فقال: ما كنت.

وعلى أنه قد كان للجن غير ليلة، فلعل هذه الليلة التي قال فيها: "ما كنت" هي ليلة منها.

قيل: إن قولكم: "إن خبرنا مثبت" فإنا كلانا نثبت؛ لأنه من أنه من روي كان مع النبي أثبت كونه معه، ومن روى أنه لم يكن معه أثبت كونه مع مع الصحابة، فهما سواء.

وعلى أن هذا ليس من حديث المثبت والنافي؛ لأن الذي أثبت هاهنا هو ابن مسعود، وهو الذي ينفي، ويقول: ما كنت، وليس هو قول الراوي


(١) في الأصل: استطيل، والتصحيح من التخريج.
(٢) أخرجه مسلم (٤٥٠/ ١٥٠) عن عامر عن علقمة. وأما طريق المصنف فأخرجه مسلم أيضا (٤٥٠/ ١٥٢) مختصرا بلفظ: "لم أكن ليلة الجن مع رسول الله ، وودت أني كنت معه".
وقال الدارقطني: (١/ ٧٧): هذا هو الصحيح عن ابن مسعود.

<<  <  ج: ص:  >  >>