للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عنه: إنه كان، ويقول آخر: إنه لم يكن.

وقولكم: "يجوز أن يكون ابن مسعود نسي" فهذا يبعد؛ لأن ليلة الجن مشهورة معروفة، ولا يظن بابن مسعود حضورها فينسى، كما يبعد أن ينسى رجل امرأة ولدت له أولادا، وماتت فورثها.

وقولكم: "قد كانت للجن ليالي فلعل ابن مسعود لم يحضر ليلة منها فسئل عنها فقال: ما كنت" فإنا نقول: إن قال نقلة الأخبار والتواريخ: إنها كانت ليالي نظرنا فيه (١).

على أن هذا لا يقع فيه نزاع بين أصحاب عبد الله حتى يسألوه.

فإن قيل: فإننا نستعمل الروايتين فنقول: من روى عنه أنه كان معه أي في أول الليل، ثم رجع في آخره، ومن روى عنه أنه لم يكن يعني في آخر الليل ووقت الصبح.

قيل: هذا غلط؛ لأن من روى أنه كان معه أثبت كونه معه في آخر الليل وقت الصبح.

فروى أبو فزارة عن أبي زيد مولى عمرو بن حريث (٢).

وقد روى أيضا من طريق آخر عن سعيد عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن سلمة، عن ابن مسعود: أنه كان مع النبي الليلة الجن (٣).


(١) وقد بسط الكلام في ذلك الحافظ ابن كثير في تفسير (٦/ ٢٩٠ - ٣٠٤).
(٢) تقدم تخريجه (٣/ ٧).
(٣) أشار إلى هذه الرواية البخاري في التاريخ الصغير (١/ ٢٣٣) وقال: لا يصح.

<<  <  ج: ص:  >  >>