للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:

قال مُهنَّا: سألت أحمد بن حنبل عن حديث ابن عبَّاس أنَّ النَّبيَّ احتجم وهو صائمٌ محرمٌ. فقال: ليس فيه (صائمٌ)، إنما هو (محرم). قلت: من ذكره؟ قال: سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن عطاء وطاوس عن ابن عبَّاس أنَّ النَّبيَّ احتجم وهو محرمٌ، وروح عن زكريا بن إسحاق عن عمرو عن طاوس عن ابن عبَّاس مثله، وعبد الرَّزَّاق عن معمر عن ابن خثيم عن سعيد بن جبيرٍ عن ابن عبَّاس مثله: احتجم النَّبيُّ وهو محرمٌ. قال أحمد: هؤلاء أصحاب ابن عبَّاس لا يذكرون صيامًا (١).

وقال أبو بكر في كتاب «الشَّافي»: باب القول في تضعيف (٢) حديث ابن عبَّاس: أنَّه احتجم صائمًا محرمًا.

حدَّثنا الخلال ثنا أبو داود ثنا أحمد ثنا يحيى بن سعيدٍ عن شعبة قال: لم يسمع الحكم حديث مقسم في الحجامة في الصيام.

قال يحيى: والحجامة للصَّائم ليس بصحيحٍ (٣).

وقد أجيب عن حديث ابن عبَّاس على تقدير صحَّته، وانتفاء تعليله، بوجوهٍ ذكرتها في غير هذا الموضع (٤).

وقال الحاكم- بعد أن روى حديث ابن عبَّاس-: فاسمع الآن كلام إمام أهل الحديث في عصره بلا مدافعة على هذا الحديث، لتستدلَّ به على أرشد


(١) «فتاوى الإمام ابن تيمية»: (٢٥/ ٢٥٣)؛ «زاد المعاد» لابن القيم: (٢/ ٦٢).
(٢) في (ب): (ضعف).
(٣) انظر ما تقدم (ص: ٢٧٢ - ٢٧٣).
(٤) للحافظ ابن عبد الهادي كتاب مستقل في هذه المسألة، ذكره الحافظ ابن رجب في «ذيل الطبقات»: (٢/ ٤٣٧ - رقم: ٥٣٥) باسم: (فصل النزاع بين الخصوم في الكلام على أحاديث: «أفطر الحاجم والمحجوم»)، وقال عنه: (مجلد لطيف).