للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم يخص شيئا مما يغسل به، فوجب إجراؤه على عمومه في كل ما يتأتى به الغسل إلا ما خصه الدليل (١).

قيل: هذه عمومات يقضي عليها نصه على الماء في حديث أسماء (٢)، وهو قوله: "ثم اغسليه بالماء" (٣)، دليله أن لا يغسل بغير الماء.

فإن قيل: قد روي عن أم سلمة قالت: "قلت: يا رسول الله، إني امرأة أطيل ذيلي، فأجره على المكان القذر. فقال : يطهره ما بعده" (٤).


(١) انظر التجريد (١/ ٦٠ - ٦١).
(٢) إضافة إلى أن خبر عمار ضعيف.
(٣) تقدم تخريجه (٢/ ٢٤٧).
(٤) أخرجه مالك في الموطأ، كتاب الطهارة، باب ما يجب منه الوضوء (١٧) وأبو داود (٣٨٣) والترمذي (١٤٣) وابن ماجه (٩٣١) وأحمد (٦/ ٢٩٠) وإسناده ضعيف لإبهام أم ولد إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف، ذكرها الذهبي في الميزان (٥/ ٣٢٠) في قسم المجهولات. وبذلك ضعفه النووي في المجموع (٢/ ٤٩).
وله شاهد صحيح من حديث امرأة من بني عبد الأشهل، أخرجه أبو داود (٣٨٤) وابن ماجه (٥٣٣) قالت قلت يا رسول الله! إن لنا طريقا إلى المسجد منتنة، فكيف نفعل إذا مطرنا؟ قال: أليس بعدها طريق هي أطيب منها؟ قلت: بلى، قال: فهذه بهذه".
وشاهد آخر من حديث أبي هريرة أخرجه ابن ماجه (٥٣٢) والبيهقي (٢/ ٤٠٦) وقال: إسناده ليس بالقوي.
تنبيه: قال الترمذي: روى هذا الحديث عبد الله بن المبارك عن مالك بن أنس، عن محمد بن عمارة، عن محمد بن إبراهيم، عن أم ولد لهود بن عبد الرحمن بن عوف، عن أم سلمة، وهو وهم، ليس لعبد الرحمن بن عوف ابن يقال له هود، وإنما هو: عن أم ولد لإبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف عن أم سلمة، وهذا الصحيح".
قلت: وكذا خطأ هذه الرواية ابن عبد البر في التمهيد (٢/ ٥٢٩) وروى هذا الحديث أيضا الحسين بن الوليد عن مالك فجعله عن عائشة، وهذا خطأ، وإنما هو لأم سلمة لا لعائشة، وكذلك رواه الحفاظ في الموطأ وغير الموطأ عن مالك، أفاده ابن عبد البر أيضا.

<<  <  ج: ص:  >  >>