وأما طعن هشام بن عروة فيه فإنه قال: يحدث ابن إسحاق عن امرأتي فاطمة بنت المنذر، والله ما رآها قط"، وتكلم فيه مالك فقال: "دجال من الدجاجلة"، وقال ابن حبان في الثقات: تكلم فيه رجلان، هشام ومالك، فأما قول هشام فليس مما يجرح به الإنسان، وذلك أن التابعين سمعوا من عائشة من غير أن ينظروا إليها، وكذلك ابن إسحاق كان سمع فاطمة والستر بينهما مسبل، وأما مالك فإن ذلك كان منه مرة واحدة ثم عاد له إلى ما يحب، ولم يكن يقدح فيه من أجل الحديث، إنما كان ينكر تتبعه غزوات النبي ﷺ من أولاد اليهود الذين أسلموا وحفظوا قصة خيبر وغيرها، وكان ابن إسحاق هذا يتتبع منهم من غير أن يحتج بهم، وكان مالك لا يرى الرواية إلا عن متقن، ولما سئل ابن المبارك قال: إنا وجدناه صدوقا ثلاث مرات. وأما القطان فإنه قلد هشاما ومالكا كما ذكر ابن حجر. انظر تهذيب التهذيب (٥/ ٤٧٠ - ٤٧٥) جزء في تصحيح حديث القلتين للعلائي (٤٥ - ٤٧). (٢) انظر تهذيب التهذيب (٥/ ٤٧٢ - ٤٧٤). (٣) هو الوليد بن كثير المخزومي مولاهم، وثقه عيسى بن ميمون، وإبراهيم بن سعد، وابن عيينة، وابن معين، وأبو داود وغيرهم. انظر تهذيب التهذيب (٦/ ٧٤٤ - ٧٤٥) وقال في التقريب (٥٨٣): "صدوق عارف بالمغازي، رمي برأي الخوارج".