للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأيضا فلو أراد تعالى بـ "الصعيد الطيب" التراب لقال: "فامسحوا بوجوهكم وأيديكم به"، ولم يقل: "منه"، فلما قال [منه] (١) دل على أنه أراد من الأرض، أو مما تصاعد من الأرض، فلا يخص بعض ما تصاعد منها من بعض، وقد يتصاعد منها الرمل، والجص، وغير ذلك.

وأيضا فقد ورد القرآن في هذه الآية بقوله: "منه"، ووردت آية أخرى قيل فيها: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ﴾ (٢)، وإن تيمم بتراب جاز (٣) بقوله: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾ (٤).

فإن قيل: يبنى المطلق على المقيد، فالمطلق قوله: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ﴾ (٥)، والمقيد قوله: ﴿مِنْهُ﴾ (٦).

قيل: لا يبنى المطلق على المقيد إلا بدليل (٧).


(١) ما بين المعقوفتين ساقط من المطبوع.
(٢) سورة النساء، الآية (٤٣).
(٣) هكذا العبارة في الأصل، ويبدو أن هناك سقطا، ويمكن تقديره: فإن تيمم بحجر جاز بهذه الآية، وإن تيمم بتراب جاز بقوله ..
(٤) سورة المائدة، الآية (٦).
(٥) سورة النساء، الآية (٤٣).
(٦) سورة المائدة، الآية (٦).
(٧) أحوال المطلق والمقيد أربعة: الأول: أن يتحدا في الحكم والسبب معا، وفي هذه الحال يحمل المطلق على المقيد.
الثاني: أن يختلفا في الحكم والسبب معا، وهذا لا حمل فيه لأحدهما على الآخر إجماعا.
الثالث والرابع: هما إذا ما تحد الحكم واختلف السبب، أو اتحد السبب واختلف الحكم. وفيهما خلاف انظر إحكام الفصول (١/ ٢٨٥ - ٢٨٩) الإحكام للآمدي (٣/ ٥ - ٨) شرح التنقيح (٢٥٧ - ٢٥٩) نثر الورود (٢١٤ - ٢١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>