للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثانية، ومسح ذراعيه" (١).

وروي ربيع بن بدر، عن أبيه، عن جده، عن أسلع قال: "أصابتني جنابة فقال رسول الله : يا أسلع! قم فارحل بي، فقلت: إني جنب، فسكت، ثم نزلت آية التيمم، فقال: إنما يكفيك هذا، وضرب يديه على الأرض، نفضهما ومسح بهما وجهه، ثم ضرب بهما الأرض ثانيا، ومسح بهما ذراعيه، ظاهرهما وباطنهما" (٢).

قالوا: وهذا نص.

قيل: أما ظاهر الآية في قوله تعالى: ﴿فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ﴾ (٣) فإننا نقول: اسم اليد الأخص هو إلى الكوعين، وما بعد ذلك مجاز بدليل قوله تعالى: ﴿وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ (٤).

فعقل النبي إلى الكوع، وعقل المسلمون معه ذلك.

وأما حديث عمار وقوله: "مسحنا إلى المناكب" (٥) فيحتمل أن يكونوا استظهروا فمسحوا ما تناوله الاسم حقيقة، وزادوا عليه مسح المجاز، ألا


(١) تقدم تخريجه (٣/ ٢٤٧).
(٢) أخرجه الدارقطني (١/ ١٧٩) والبيهقي (١/ ٣١٩) وذكره الهيثمي في المجمع (١/ ٣٦٥) وقال: "رواه الطبراني في الكبير وفيه الربيع بن بدر، وقد أجمعوا على ضعفه".
وقال ابن المنذر: وأما حديث الربيع بن بدر فهو إسناد مجهول، لأن الربيع لا يعرف برواية الحديث ولا أبوه، ولا جده، والأسلع غير معروف، والاحتجاج بهذا الحديث يسقط من كل وجه". الأوسط (٢/ ١٧٣).
(٣) سورة المائدة، الآية (٦).
(٤) سورة المائدة، الآية. (٣٨).
(٥) تقدم تخريجه (٢/ ١٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>