للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثل هذا من الكلام لو قال قائل لغلامه: "اطلب لي خياطا يخيط لي قميصا وجُبة (١) وقُلنْسية (٢)، فإن لم تجد خياطا فجئني بكذا" لكان كلاما صحيحا، ولم يجز أن يقول له: فإن لم تجد الخياط؛ لأنه يصير معرفا في إنسان بعينه.

وأما السؤال الثاني واتفاقنا على التيمم فإن الآية تقتضي أننا إذا عدمنا ماء يكفي جميع الأعضاء التي تقدم ذكرها وجب التيمم، فإذا لم نعدم ماء هذه صفته، وإنما عدمنا بعضه وجب أن لا نتيمم، فلما أجمعنا على وجوب التيمم سقط وجوب استعمال الماء الذي لا يكفي.

وأما السؤال الثالث: فإن دليل الخطاب يلزم؛ لأنه قال: فلم تجدوا ماء أصلا فتيمموا، فدليله أنه إذا وجدنا ماء أي ماء كان لا نتيمم، وهذا واجد لماء على ما تذكرون، فوجب أن لا يتيمم، فلما قلتم يتيمم علمنا أن المراد:


= وأخرجه عبد الرزاق والطبري من طريق الحسن عن النبي . وأخرجه عبد بن حميد عن ابن مسعودٍ بإسناد جيد من طريق قتادة قال: ذكر لنا أن رسول الله بشر أصحابه بهذه الآية فقال: "لن يغلب عسر يسرين إن شاء الله".
وأما الموقوف فأخرجه مالك عن زيد بن أسلم عن أبيه، عن عمر أنه كتب إلى أبي عبيدة يقول: "مهما ينزل بامرئ من شدة يجعل الله له بعدها فرجا، وإنه لن يغلب عسر يسرين"، وقال الحاكم: صح ذلك عن عمر وعلي، وهو في الموطأ عن عمر لكن من طريق منقطع، وأخرجه عبد بن حميد عن ابن مسعودٍ بإسناد جيد، وأخرجه الفراء بإسناد ضعيف عن ابن عباس". الفتح (١١/ ١٤٢) وانظر تفسير ابن جرير (١٠/ ٨٦٩٠ - ٨٦٩١).
(١) الجبة: رداء مفتوح الصدر إلى الذيل، ولعله سمي جبة لأنه يجب - أي يشق - من الأمام، والجمع جُبب، مثل غرفة وغرف، ويجمع أيضًا على جباب. انظر اللسان (جبب).
(٢) القلنسوة: بفتح القاف، أو قلنسية، بضم القاف وفتح اللام، جمعها قلانس، وهي من ملابس الرأس. الصحاح (قلس).

<<  <  ج: ص:  >  >>