للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

طريق خبر الواحد (١).

ثم عملت الصحابة بذلك في حياته وبعد وفاته، وهو قول أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن عباس، وعائشة، وسعد، وزيد بن ثابت (٢)، والصحابة كلهم (٣).

ولم يرد بعضهم على بعض ذلك، بل كان من لم يسافر معه يحيل على من سافر، كقول عائشة للسائل: "ائت عليا فإنه كان يسافر مع رسول الله فيعلم كيف المسح" (٤).

ومنهم من كان يسافر معه ، ثم يبعد عنه، فيحيل على من قرب منه مثل علي، وبلال، وأنس، والمغيرة، فإن هؤلاء ممن كان يختصه لفطانته وخدمته، ولم ينقل عن أحد منهم إنكار ذلك.

فإن قيل: فقد قال الله تعالى: ﴿وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ﴾ (٥) فنصبهما


(١) قال الحافظ في الفتح (١/ ٥٦٥): وقد صرح جمع من الحفاظ بأن المسح على الخفين متواتر، وجمع بعضهم رواته فجازوا الثمانين، ومنهم العشرة". وانظر أيضا البدر المنير (٣/ ٥٣ - ٥٤).
(٢) انظر تخريج هذه الآثار في مصنف عبد الرزاق (١/ ١٩٣) - (١٩٩) ومصنف ابن أبي شيبة (١/ ٣٢٦ - ٣٣٦) والأوسط (٢/ ٧٧ - ٨٢) والتمهيد (٣/ ١٤٨ - ١٥٠).
(٣) أخرج ابن أبي شيبة (١٨٩٦) عن إبراهيم قال: مسح أصحاب النبي على الخفين، فمن ترك ذلك رغبة عنه فإنما هو الشيطان".
وقال ابن عبد البر: "ولم يرو عن غيرهم خلاف، إلا شيء لا يثبت عن عائشة وابن عباس وأبي هريرة". التمهيد (٣/ ١٥٠).
(٤) تقدم تخريجه (٣/ ٣٨٩).
(٥) سورة المائدة، الآية (٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>