للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في دينه فقيل: إنه كان صاحب راية المختار بن أبي عبيد (١)، وإن كان في حديثه: "لو مضى السائل في حديثه لزاده" (٢).

وجواب آخر: وهو أن في بعضها أنه خرج من النبي على سؤال سأل سائل عن جواز المسح ثلاثا، وسأل عن جواز المسح للمقيم يوما وليلة، فقال: نعم، ولم يرد بهذا الحد الذي لا يتجاوز.

ولو لم ينقل أنها وردت على سؤال سائل لجاز أن تحمل على ذلك؛ لأنه قد روي عن الحسن أنه قال: "كان أصحاب رسول الله لا يوقتون في المسح على الخفين" (٣).


(١) أبو عبد الله الجدلي اسمه عبد بن عبد، وقيل: عبد الرحمن بن عبد. وثقه أحمد وابن معين والعجلي وابن حبان، وغيرهم والقائل فيه: إنه كان تحت راية المختار هو الجوزجاني فيما نقله عنه الذهبي في الميزان (٥/ ٢٦٠) وقال فيه هو: شيعي بغيض.
قال ابن حجر: "كان ابن الزبير قد دعا محمد بن الحنفية إلى بيعته فأبى، فحصره في الشعب وأخافه هو ومن معه مدة، فبلغ ذلك المختار بن أبي عبيد وهو على الكوفة، فأرسل إليه جيشا مع أبي عبد الله الجدلي إلى مكة، فأخرجوا محمد بن الحنفية من محبسه، وكفهم محمد عن القتال في الحرم، فمن هنا أخذوا على أبي عبد الله الجدلي وعلى أبي الطفيل أيضا لأنه كان في ذلك الجيش، ولا يقدح ذلك فيهما إن شاء الله تعالى". تهذيب التهذيب (٧/ ٤١٥).
(٢) تقدم تخريجه (٣/ ٤٢٧)، ويبدو لي أن في العبارة نقصا، وتمامه: "وهذا ظن وغيب لا يحل القطع به في أخبار الناس، فكيف في الدين، إلا أنه صح من هذا اللفظ أن السائل لم يتماد فلم يزدهم شيئا". المحلى (١/ ٣٢٦).
(٣) أخرجه عنه ابن حزم في المحلى (١/ ٣٢٧) وفيه كثير بن شنظير قال فيه ابن حزم: ضعيف جدا. وفات المحقق تخريجه فزعم أنه لم يجده بهذا اللفظ، وإنما وجده من قوله، وهو ما أخرجه عبد الرزاق (٨٠٥) وابن أبي شيبة (١٩٤٥) وابن عبد البر في التمهيد (٣/ ١٦٧) عنه أنه كان يقول: امسح عليهما، ولا تجعل لذلك وقتا إلا من جنابة".
وقال أبو بكر الجصاص: "إنه إنما عنى به - والله أعلم - أنهم ربما خلعوا الخفاف فيما بين=

<<  <  ج: ص:  >  >>