للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خارج ممن يجوز أن تحيض في زمان يصلح فيه فهو دم حيض إلا أن يقوم دليل.

فإن قيل: المحيض ليس هو الحيض، وإنما هو مكان الحيض الذي هو الرحم، فإذا ثبت أنه محيض صح ما قلتم، ولا نسلم أنه يسمى محيضا بخروج دفعة من دم (١).

قيل: إنما كنى باسم المحيض عن الدم لأنه يخرج منه، ولم يجعله كناية عن دم مخصوص، فمن زعم أنه كناية عن دم كثير دون دم قليل فعليه الدلالة.

وأيضا فقد بين النبي صفة دم الحيض فقال: "هو أسود ثخين له رائحة" (٢)، فعلمنا أن المحيض كناية عن الدم الذي هذه صفته، قليلا كان أو


(١) قال صاحب الحاوي (١/ ٣٨٠): أما المحيض في قول الله تعالى: ﴿وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ﴾ فهو دم الحيض باتفاق أهل العلم .. وأما المحيض في قوله تعالى: ﴿فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ في الْمَحِيض﴾ فقيل: إنه دم الحيض، وقيل: زمانه، وقيل: مكانه وهو الفرج، قال: وهذا قول أزواج رسول الله وجمهور المفسرين. اهـ بتصرف.
وقال النووي: وقال الشيخ أبو حامد والقاضي أبو الطيب المحاملي وآخرون: مذهبنا أن المحيض هو الدم وهو الحيض، وقال قوم: هو الفرج، وهو اسم للموضع كالمبيت والمقيل موضع البيتوتة والقيلولة، وقال قوم: زمان الحيض، قال: وهما قولان ضعيفان. المجموع (٣/ ٣٦٦).
(٢) أخرجه أبو داود (٣٠٤) والنسائي (٣٦٢) من حديث عروة بن الزبير، عن فاطمة بنت أبي حبيش "أنها كانت تستحاض فقال لها رسول الله : إذا كان دم الحيض فإنه أسود يعرف، فإذا كان ذلك فأمسكي عن الصلاة، فإذا كان الآخر فتوضئي وصلي". وصححه ابن حزم وابن الصلاح وابن حبان والحاكم وغيرهم. كما في البدر المنير (٣/ ١١٤ - ١١٥).
وأما اللفظ الذي أورده المصنف "أن له رائحة" فقال ابن الملقن: لم أره في شيء من كتب الحديث". البدر المنير (٣/ ١١٧). =

<<  <  ج: ص:  >  >>