للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسارير وجهه تبرق، فقلت له: أنت أحق بما قال أبو كبير الهذلي:

ومبرأ من كل غُبّر حيضة … وفساد مرضعة وداء مغيل (١)

معنى مبرأ: أي أمك لم تحملك في حال حيضتها (٢)، فلم يقل لها: كيف تحمل المرأة في حال الحيض.

وقوله: : "دم الحيض أسود ثخين له رائحة تعرف" (٣)، فأخبر بعلامته، فلو كان يختلف لقال: "إذا كان على غير حمل"، ولم يغفل ذلك كما لم يغفل باقي علاماته، فهو عام في الحائل والحامل إلا أن يقوم دليل.

وأيضا فإن كل دم يحرم الوطء ويمنع الصلاة والطواف فإنه يجوز وجوده مع الحمل، أصله دم النفاس إذا كانت حاملا باثنين فوضعت واحدا وتأخر وضع الآخر وهي ترى الدم بينهما.


(١) أخرجه البيهقي (٧/ ٦٩٤) والخطيب في تاريخ بغداد (١٣/ ٢٥٢ - ٢٥٣) وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٤٥ - ٤٦) عن أبي عبيدة معمر بن المثنى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة. ومعمر بن المثنى قال فيه ابن حجر في التقريب (٩٦٢): صدوق إخباري.
وقبل هذا البيت قوله:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه … برقت كبرق العارض المتهلل
والبيتان في ديوان الحماسة (١/ ٨٢ - ٩٠) خزانة الأدب (٣/ ٤٦٦ - ٤٦٧) ولعل صواب البيت مغيل لا معضل: والمغيل التي ترضع ولدها وهي تؤتى أو حبلى، واللبن الذي ترضعه يسمى غيلا، وهو إذا شربه الولد ضوي، واعتل منه. انظر اللسان (غيل).
(٢) وقال القرافي: "معناه أن الحيض إذا جرى على الولد في الرحم أكسبه بسواده غبرة في جلده، فيكون أقتم عديم الوضاءة، فدل ذلك على أنه أمر متعارف عندهم، وأما دلالته على البراءة فهي على سبيل الغالب، وحيض الحامل هو القليل والنادر، فلا يناقض دلالة الغالب". الذخيرة (١/ ٣٨٧).
(٣) تقدم تخريجه (٣/ ٤٩١).

<<  <  ج: ص:  >  >>