للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يختلف عليهن باختلاف الأزمان.

وقولهم: إن هذا الاتفاق من أهل عصر واحد لا يكون إلا عن أمر النبي فقد بينا الاحتمال في صريح قول النبي ، وليس ما ذكروه اتفاقًا، وإنما هي روايات مختلفة، وألفاظ مختلفة محتملة.

فإن قيل: فقد روي عن عمر (١)، وابن عباس (٢)، وعثمان بن أبي العاص (٣)، وعامر بن عمير (٤): أن أكثر النفاس أربعون يومًا، وما زاد فهو استحاضة.

قالوا: والاستدلال بهذا من وجهين:

أحدهما: أن تقدير الأربعين في مدة النفاس لا يتوصل إليه إلا من طريق التوقيف، فصار هذا كروايتهم عن النبي .


(١) أخرجه عبد الرزاق (١١٩٧) وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٧٦) والدارقطني (١/ ٢٢١) وضعفه ابن حزم في المحلى (١/ ٤١٣) لأن فيه جابر الجعفي كذاب.
(٢) أخرجه عبد الرزاق (١١٩٦) والدارمي (٩٥٤) وابن المنذر (٢/ ٣٧٦) والبيهقي (١/ ٥٠٤).
(٣) أخرجه عبد الرزاق (١٢٠١ - ١٢٠٢) وابن المنذر (٢/ ٣٧٦) والدارمي (٩٥٠ - ٩٥١) والدارقطني (١/ ٢٢٠) والحسن لم يسمع من عثمان كما تقدم.
(٤) هكذا بالأصل، عامر بن عمير، وقال المحقق: الأقرب أنه عامر بن عمير النميري، شهد حجة الوداع مع النبي . ينظر الإصابة (٤/ ١٤).
قلت: الذي ذكره ابن عبد البر في الاستذكار (٣/ ٥٩٣) وابن المنذر (٢/ ٣٧٧) وابن حزم (١/ ٤١٣) أنه عائذ بن عمرو، أن امرأة له نفست فرأت الطهر في عشرين ليلة، فتطهرت ثم جاءت فدخلت في لحافها، فضربها برجله وقال: لا تغريني عن ديني حتى تمضي الأربعون". وكذلك أخرجه عنه الدارقطني (١/ ٢٢١) والدارمي (٩٥٦)، وفيه الجلد بن أيوب، وهو ضعيف كما تقدم، فلعل ما ذكره المصنف هنا تصحيف منه أو من الناسخ، ويدلك عليه أن المحقق ذكر أنه لم يجده عن عامر بن عمير، والصواب الذي ينبغي القول به هو ما ذكرت أنه عائذ بن عمرو المزني. والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>