للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

في الأذان أربع تكبيرات على أصلنا في أوله وفي آخره، وعلى أصلكم في أوله، والمعنى فيه أنه ذكر فيه قبل خاتمته.

ويكون قياسنا أولى؛ لأنه يستند إلى الظاهر، وإلى استفاضة العمل في الحرمين.

وعلى أن القياس يسقط مع ما تقدم ذكره من تطابق العمل الذي فيه استفاض وانتشر.

وعلى أن هذا من المقادير والأعداد التي تمتنعون من أخذه من جهة القياس (١)، فسقط ما ذكروه.

فإن قيل: فلو كانت الاستفاضة ونقل أهل الحرمين متواترًا كما تقولون؛ لوقع لنا العلم ضرورة كما وقع لنا العلم بقبره ومنبره.

قيل: [إنما وقع لكم العلم بقبره ومنبره ضرورة أنهما بالمدينة في المسجد ممن نقل عن أهل المدينة ذلك] (٢)، وقد وقع لكم العلم ضرورة بأن الترجيع مذهب أهل المدينة والحجاز، وأنهم كلهم على ذلك، فإن [قبل] (٣) قولهم: إن هذا قبره وهذا منبره - لأن العلم وقع لكم ضرورة ممن نقل عنهم ذلك -؛ فليقبل قولهم: إن هذا الأذان أذانه ؛ لأن العلم قد حصل لكم عنهم ضرورة بذلك عمن نقل عنهم، لأن خلفهم نقل عن سلفهم أن هذا قبره ومنبره، وخلفهم نقل عن سلفهم أن هذا أذانه، وبالله التوفيق.


(١) وقد تكلم المصنف عن هذا في المقدمة من الأصول في الفقه (١/ ٣٩٧).
(٢) مكررة في الأصل.
(٣) في الأصل: قيل، وهو خطأ.

<<  <  ج: ص:  >  >>