للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وما ذكروه من حديث بلال، وأنه لم يكن في أذانه ترجيع؛ فقد روي خلاف هذا، وأن النبي قال: "ثم اردد عليهم الشهادتين" (١).

رواه عنه سعد القرظ، وكان سعد القرظ (٢) يؤذن به إلى إمارة ابن الزبير (٣).

وعلى أن خبر بلال كان متقدمًا، وخبر أبي محذورة متأخر فهو أولى؛ لأنه الأحدث من فعل رسول الله .

ولو لم يرد هذا؛ لكان الخبر الزائد أولى، فكيف وقد بينا أنه قد عضده إجماع أهل الحرمين عليه.


(١) أخرجه الدارقطني (١/ ٢٣٦) عن عمر بن سعد، عن أبيه سعد القرظ، أنه سمعه يقول: "إن هذا الأذان أذان بلال الذي أمره رسول الله وإقامته: وهو "الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، ثم يرجع فيقول: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمدًا رسول الله، أشهد أن محمدًا رسول الله .. " قال سعد بن عائذ: وقال لي رسول الله : يا سعد! إذا لم تر بلالًا معي فأذن، ومسح رسول الله رأسه وقال: بارك الله فيك يا سعد، إذا لم تر بلالًا معي فأذن، قال: فأذن سعد لرسول الله بقباء ثلاث مرات، قال: فلما استأذن بلال عمر بن الخطاب في الخروج إلى الجهاد في سبيل الله، قال له عمر: إلى من أدفع الأذان يا بلال؟ قال: إلى سعد، فإنه قد أذن لرسول الله بقباء. فدعا عمر سعدًا فقال: الأذان إليك وإلى عقبك من بعدك … "؟
والحديث وإن كان حجة للمصنف من الجهة الذي ذكرها من إثبات الترجيع؛ فهو حجة عليه في تربيع التكبير.
(٢) هو سعد بن عائذ المؤذن، مولى عمار بن ياسر، كان يتجر في القرظ فقيل له: سعد القرظ، روى عن النبي ، وأذن في حياته بمسجد قباء، كما أذن لأبي بكر وعمر، وعاش إلى زمن الحجاج. الإصابة (٤/ ٢٧٢ - ٢٧٣).
(٣) وكانت إمارته تسع سنوات، من سنة (٦٤) إلى سنة (٧٣) كما في تهذيب التهذيب (٣/ ٤٧٤ - ٤٧٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>