للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يرفع ما اعتمدنا عليه من نقل أهل المدينة، وتوارثهم العمل بذلك إلى عهد مالك .

وعلى أن أنسا روى "أن النبي أمر بلالًا أن يشفع الأذان ويوتر الإقامة" (١).

وحقيقة هذا اللفظ هو أن يوتر قوله: "قد قامت الصلاة".

ولأصحاب أبي حنيفة أخبار يستدلون بها على أن الإقامة بأسرها تثنى كالأذان.

منها: ما رواه إبراهيم، عن الأسود، عن بلال أنه كان يثني الأذان ويثني الإقامة (٢). ومنها: حديث روي عن أبي محذورة أن النبي علمه الأذان تسع عشرة كلمة، والإقامة سبع عشرة كلمة، ثم وصف الأذان، ثم قال: "والإقامة هكذا مثنى مثنى" (٣).

فقد بين أن العدد سبع عشرة كلمة، قالوا: فزال الإشكال بذكر العدد، وبقوله: "والإقامة هكذا مثنى مثنى".

وهذا ربما استدل به أصحاب الشافعي علينا في الأذان في زيادة التكبير في أوله.


(١) تقدم تخريجه بهذا اللفظ قبل قليل في كلام ابن حجر.
(٢) قال ابن حجر في التلخيص الحبير (١/ ٣٢٥ - ٣٢٦): "رواه الطبراني في مسند الشاميين وإسناده ضعيف".
قلت: وله شاهد من حديث عبد الله بن زيد أخرجه الترمذي (١٩٤) وأعله بالانقطاع.
(٣) أخرجه أبو داود (٥٠٢) وابن ماجه (٧٠٩) وسنده حسن. وانظر ما تقدم.

<<  <  ج: ص:  >  >>