للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك ما رواه عروة أن امرأة من بني النجار قالت: "كان بيتي من أطول بيت حول المسجد، وكان بلال يؤذن عليه للفجر، فيأتي بسحر، فيجلس على البيت ينظر إلى الفجر، فإذا رآه تمطى ثم يؤذن" (١).

يحتمل أن يكون يفعل هذا في اليوم الذي يحمله النوم فيه حتى يقارب الفجر.

ويحتمل أن يكون هذا قبل أن يجعل النبي ابن أم مكتوم مؤذنًا، فلما صار له مؤذنان؛ جعل إلى بلال الأذان قبل الوقت، وأعلمهم أن أذانه لا يمنعهم مما كانوا يعملونه قبل الفجر، وأن أذان ابن أم مكتوم يمنع ذلك (٢).

فإذا احتملت هذه الأخبار هذه التأويلات، وعارضتها أخبارنا أيضًا؛ وجب الرجوع إلى ما عليه العمل من الجماعة.

فإن قيل: فقد روى أنس أن النبي قال: "لا يغرنكم أذان بلال فإن في بصره شيئًا" (٣).

قيل: هذا الذي يدل على جواز التأذين للصبح قبل الوقت، إذ لو كان لا يجوز؛ لوجب أن يمنعه من ذلك لئلا يخطئ الوقت المجعول، ولمّا أقره على ذلك؛ علمنا جوازه.


(١) أخرجه أبو داود (٥١٩) وضعف النووي في المجموع إسناده (٤/ ١٧٢) لأن فيه ابن إسحاق مدلس، وقد عنعنه، لكنه صرح بالتحديث في طريق أخرى، انظر صحيح أبي داود (٥٣٢) وإرواء الغليل (١/ ٢٤٧).
(٢) انظر صحيح أبي داود (٣/ ٣٩ - ٤٣).
(٣) أخرجه أحمد (١/ ١٤٠) وأبو يعلى (٢٩١٧) وإسناده صحيح.

<<  <  ج: ص:  >  >>