للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الفلاح"؛ لأن "حي على الفلاح" دعاء إليها، و"الصلاة خير من النوم" حث عليها.

وحديث بلال (١) أنه قالها بعد الأذان؛ فيجوز أن يكون هذا في الابتداء ثم أقرها النبي بعد "حي على الفلاح" بما ذكرناه عن أبي محذورة، وأنس بن مالك، وبعمل أهل المدينة، والناس على ذلك إلى هذه الغاية.

وقد احتج أصحاب الشافعي لقوله الجديد بأخبار ليس فيها نص [عن] (٢) النبي .

منها: ما روي أن أبا محذورة قال: "علمني النبي الأذان تسع عشرة كلمة" (٣).

فلو كان فيها: "الصلاة خير من النوم"؛ لكان إحدى وعشرين كلمة.

وهذا لا دلالة فيه؛ لأنه يجوز أن يكون في غير أذان الصبح (٤).

ويجوز أن يكون أراد نفس الأذان، ولسنا نقول: إن قوله: "الصلاة خير من النوم" من نفس الأذان، وإنما يزاد فيه.

وأيضًا بالخبر عن أبي محذورة أنه قال: "فقال لي بعد "حي على


(١) تقدم تخريجه (٤/ ٥٢).
(٢) في الأصل: على.
(٣) تقدم تخريجه (٤/ ١١).
(٤) هذا التأويل رده المصنف نفسه في مسألة عدد كلمات الأذان، وذلك في أثناء انتصاره لمذهبه أن كلمات الأذان سبع عشرة كلمة، حيث رد على من استدل عليه بهذا الحديث قائلًا: يجوز أن يكون علمه أذان الصبح مع قوله "الصلاة خير من النوم" مرتين فذلك عندنا تسع عشرة كلمة … انظر (٤/ ١١) وله من هذا مواطن عدة سيأتي التنبيه عليها في محلها إن شاء الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>