للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيل: هذه زيادة مدعاة، وأما أمر الطهارة؛ فقد قيل في بعض الأخبار: إنه قال للرجل: "توضأ كما أمرك الله" (١).

وأيضًا فقد روي أن النبي قال: "الأئمة ضمناء والمؤذنون أمناء" (٢).

والأمين متطوع، هذا قد استدل به بعض أصحابنا، وفيه عندي شيء، لأنه قد يكون أمينًا على شيء ويجب عليه تأديته، كما يقال: فلان أمين القاضي على مال اليتيم، والمودع أمين، ويجب عليه رد الوديعة، وإنما معنى "المؤذن أمين" أي أمين على الوقت الذي يؤذن فيه، فهو موكول إلى أمانته؛ لأن الناس يعملون على فعله (٣).

وقد استدل بعض من وافقنا بقول ابن مسعود: "سألت رسول الله أي العمل أفضل؟ فقال: الصلاة في أول وقتها" (٤).


(١) تقدم تخريجه (٢/ ٨).
(٢) أخرجه أبو داود (٥١٧) والترمذي (٢٠٧) وأحمد (٢/ ٢٣٢) وغيرهم، وقد ورد من حديث عائشة، وأبي أمامة، وواثلة، وأبي محذورة، وابن عمر، انظر تخريجها في الإرواء (١/ ٢٣١ - ٢٣٥).
قال الخطابي: "والإمام ضامن بمعنى أنه يحفظ الصلاة وعدد الركعات على القوم، وقيل: معناه ضامن الدعاء يعمهم به، ولا يختص بذلك دونهم، وليس الضمان الذي يوجب الغرامة من هذا في شيء، وقد تأوله قوم على معنى أنه يتحمل القراءة عنهم في بعض الأحوال، وكذلك يتحمل الإمام القيام أيضًا إذا أدركه راكعًا". معالم السنن (١/ ١٣٤).
(٣) أو لأنهم يرتقون في أمكنة عالية فينبغي أن لا يشرفوا على بيوت الناس لكونهم أمناء. عون المعبود (١/ ٣٦٩).
(٤) أخرجه بهذا اللفظ أبو داود (٤٢٦) والترمذي (١٧٠) وضعفه، وضعفه أيضًا النووي في المجموع (٤/ ٧٩).
وله شاهد من حديث ابن مسعود أخرجه ابن خزيمة (٣٢٧) والبيهقي (١/ ٤٣٤) وصححه =

<<  <  ج: ص:  >  >>