للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإذا اجتمع الناس؛ فلا معنى للأذان بعد حضورهم.

والنبي قال في الداخل إلى المسجد: "ألا من يتصدق على هذا" (١)، ولم يذكر أذانًا.

وليس في هذا ولا في الأول دلالة عندي، ولكني ذكرته لأنه في التعليقات عندي كما استدل به بعض الشيوخ.

والجواب عما ذكروه من قوله تعالى: ﴿اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ (٢) وأنه واجب؛ فإن الأذان فيها دعاء إلى الصلاة، ولو ثبت أنه واجب؛ لكان منقولًا إلى الندب ببعض الدلائل، وهو أيضًا مجمل.

فإن قيل: فقد فرق بقوله: ﴿وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا﴾ (٣).

قيل: اسم التسبيح لا يقع على الأذان.

والجواب عن قوله للرجلين: "أذنا وأقيما" (٤)؛ فإنما أراد الفضل، بدلالة أنه قال: "وليؤمكما أكبركما"، وبدلالة قوله: "أذنا وأقيما"، والواحد يجزئ (٥).


(١) أخرجه أبو داود (٥٧٤) والترمذي (٢٢٠) وأحمد (٣/ ٦٤) وحسنه الترمذي.
(٢) سورة الأحزاب، الآية (٤١).
(٣) سورة الأحزاب، الآية (٤٢).
(٤) أخرجه البخاري (٦٣٠) ومسلم (٦٧٤/ ٢٩٣).
(٥) نقل كلام ابن القصار هذا الحافظ في الفتح (٢/ ٥٢٨ - ٥٢٩)، وتعقبه بقوله: "وكأنه فهم منه أنه أمرهما أن يؤذنا جميعًا كما هو ظاهر اللفظ، فإن أراد أنهما يؤذنان معًا فليس ذلك بمراد، وقد قدمنا النقل عن السلف بخلافه، وإن أراد أن كلًّا منهما يؤذن على حدة ففيه نظر، فإن أذان الواحد يكفي الجماعة، نعم يستحب لكل أحد إجابة المؤذن، فالأولى حمل =

<<  <  ج: ص:  >  >>