للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تأخيره الصلاة، فقال له أبو أيوب: ما هذه الصلاة يا عقبة؟ فقال: شغلنا، فقال: أما سمعت رسول الله يقول: "لا تزال أمتي بخير - أو قال: على الفطرة - ما لم يؤخروا المغرب حتى تُستبان النجوم" (١).

وأيضًا "فإن ابن عمر أخرها حتى رأى كوكبًا فأعتق رقبة" (٢).

فلولا أن الأمر يقتضي عنده فعلها قبل ذلك؛ لما أعتق، لأن من صلى في الوقت المختار لا يكون فيه تقصير (٣).

وأيضًا فقد روي عن ابن مسعود "أنه كان يصلي المغرب إذا غاب حاجب الشمس، ويحلف: والذي لا إله غيره إنه للوقت الذي قال الله تعالى: ﴿أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ﴾ (٤).

وقد حفظ عنه أنه قال: "ما لها وقت غيره".

وابن عمر وابن مسعود صحابيان، يظهر منهما هذا بحضرة الصحابة، فلا يحفظ عن أحد أنه قال لهما: إن لها وقتين في الاختيار، الثاني منهما مثل الأول.

وأيضًا فإننا رأينا المسلمين بأسرهم قد أجمعوا على ما قلناه فعلًا، وذلك أننا رأيناهم منذ وقت فرضت الصلوات يصلون المغرب لوقت واحد،


(١) أخرجه أبو داود (٤١٨) وأحمد (٤/ ١٤٧) وصححه ابن خزيمة (٣٣٩) والحاكم (١/ ١٩٠).
(٢) أخرجه ابن المنذر في الأوسط (٣/ ٢٦ - ٢٧) عن عمر بن الخطاب أنه أخر صلاة المغرب عن شغل اشتغل به غير ناس حتى طلع نجمان، فأعتق رقبتين لتأخيره المغرب.
(٣) هذا إنما يدل على كراهة التأخير دون غيره. التجريد (١/ ٣٩٢).
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٣٣٩) وعبد الرزاق (٢٠٩٥) والبيهقي (١/ ٦٥٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>