للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويجوز أيضًا أن يكون الله تعالى خصه بذلك وبسرعة القراءة، فقراءته [ … ] (١)، أو مد الله له في الوقت.

ويحتمل أن يكون فعل ذلك في السفر أو بالمزدلفة، فهو يريد أن يجمع بينها وبين عشاء الآخرة.

ويحتمل أن يكون دخل فيها وقت الغروب وعزمه أن يقرأ بعضها، فدخل ورآه قوم من المنافقين الذين إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، فمد بهم لوجهين:

أحدهما: أن يسمعوا السورة وما فيها من القصص.

والوجه الثاني، لما قلناه من تكاسلهم حتى يروا صبر المسلمين على طول القيام والنشاط له، ولعل فيهم الصائم، فيشاهد المنافقون ما عليه المسلمون من تحمل المشقة والرغبة لما عند الله تعالى.

وأيضًا فإنه إذا دخل فيها أول الوقت؛ لم يضر خروجه منها ولو بعد الاختيار (٢)، كما قال عمر لأبي بكر وقد طوّل في صلاة الصبح:

"كادت الشمس تطلع: فقال: لو طلعت؛ ما وجدتنا غافلين" (٣).

فإن قيل: فإنه قد روي أنه قال: "لا يخرج وقت صلاة حتى يدخل


(١) كلمة لم أتبينها من الأصل.
(٢) ولا يخفى ما فيه؛ لأن تعمد إخراج بعض الصلاة عن الوقت ممنوع، ولو أجزأت؛ فلا يحمل ما ثبت عن النبي على ذلك. قاله ابن حجر في الفتح (٣/ ١٩٨).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة (٣٥٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>