للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم صلى (١)، فليس لكم في الآية دلالة.

فإن قيل: فقد قال : (٣١١) "ما أدركتم فصلوا وما فاتكم من الصلاة فاقضوا" (٢).

معناه: ما أدركتم من صلاة الإمام فصلوا، وما فاتكم من صلاته فاقضوا، وقد اتفقوا أن المدرك بعض صلاة الإمام لا يؤخر تكبيرة الإحرام إلى آخر صلاته، فعلمنا أنها ليست من صلاته؛ إذ لو كانت؛ لوجب تأخيرها، فلما لم يفعل ذلك أحد من الأمة؛ علمنا أنه لا يتناوله الاسم.

قيل: لا دلالة لكم في هذا؛ [لأن] (٣) قوله : "ما أدركتم من صلاة الإمام فصلوا" ويكون هذا الذي تدركونه أول صلاتكم، وتكبيرة الإحرام منه.

وقوله: "وما فاتكم فاقضوا"، أي إذا أتممتم فقد صرتم في معنى من قد صلى الجماعة من أولها، فكان هذا الإتمام قد وقع موقع ما فاتكم من صلاة الإمام، فحصل لكم حكم الجماعة وثوابها.

وهذا على الرواية التي يقول مالك: إن ما أدرك أول صلاته، فليس


= ولا تتعلق بالإقامة. التجريد (١/ ٤٧٣).
(١) لم أجد من ذكر هذا التفسير، وقد قيل: إن المراد تكبيرات العيد في طريق المصلى، وصلى صلاة العيد. قاله الضحاك. وقيل: هو أن يفتتح كل سورة ببسم الله الرحمن الرحيم. وقيل: وحد الله كما هو مروي عن ابن عباس. وقيل غير ذلك. انظر تفسير ابن جرير (١٠/ ٨٥٩٥) والجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٠/ ٢٧٨ - ٢٧٩).
(٢) تقدم تخريجه (٤/ ١٦٩).
(٣) في الأصل: أن.

<<  <  ج: ص:  >  >>