للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذا روي عن عبد الله قال: "كنت أصلي وقد وضعت يدي اليسرى على يدي اليمنى، فجاء النبي فأخذ يدي اليمنى فوضعها على يدي اليسرى" (١).

ووجه الرواية الأخرى قوله تعالى: ﴿كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ﴾ (٢)، والكف هو الإمساك عن الإقدام على شيء يعمل، ووضع اليد على اليد عمل في الصلاة، فوجب أن يكف يده عنه (٣).

وقوله: ﴿الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ (٤)، والخشوع الاستذلال بين يدي الله تعالى (٥).

وكذلك: ﴿وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ (٦)، والقنوت الطاعة في موضع، وفي موضع الدعاء (٧)، فالطاعة لله امتثال ما أمر به، ولم يؤمر في الصلاة بوضع


(١) أخرجه أبو داود (٧٥٥) والنسائي (٨٨٨) وابن ماجه (٨١١) وقال النووي في المجموع (٤/ ٣٧٩): "إسناده صحيح". وحسنه الحافظ في الفتح (٣/ ١٥٨).
(٢) سورة النساء، الآية (٧٧).
(٣) لكن سياق الآية يأبى هذا المعنى، فإن سياقها في الجهاد، وذلك أن قومًا كانوا يسألون شرعية الجهاد والأمر به، فلما نزل نكلوا عنه، فعوتبوا بقوله: ألم تر إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة .. الآية.
(٤) سورة المؤمنون، الآية (٢).
(٥) لكن وضع اليمنى على اليسرى لا ينافي الخشوع، بل هو أذل على الخضوع والخشوع والاستذلال، وقد سئل الإمام أحمد عن حكمة وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة فقال: ذل بين يدي عزيز.
(٦) سورة البقرة، الآية (٢٣٦).
(٧) ويرد أيضًا بمعنى الخشوع، والصلاة، والعبادة، والقيام، وطول القيام، والسكوت. انظر النهاية (٧٧٣) وعمدة الحفاظ (٣/ ٣٤٠ - ٣٤١).

<<  <  ج: ص:  >  >>