(٢) قلت: في هذا الاستدلال نظر؛ لأن النبي ﷺ أخبر أبيًّا أنه يريد أن يعلمه سورة فيها الفضل المذكور، ولذلك سأله كيف تقرأ في صلاتك، والاستفتاح ليس من السورة حتى يخبر به أبي ﵁، ولا سأله النبي ﷺ بأي شيء يستفتح به صلاته حتى يرد الاعتراض المذكور، والانتصار للمذهب لا ينبغي أن يكون بأي شيء ولو بضرب من التأويل بعيد، بل الحق أحق أن يتبع، وسنة رسول الله ﷺ مقدمة على قول كل أحد كائنا من كان، وما يضر ذلك أن الإمام مالكًا لم يصح عنه في ذلك شيء، أو لم يبلغه، أو له فيه نوع تأويل، أفيسع من بعده أن يتركه مع ثبوته عنده؟!. (٣) أما حديث أنس؛ فأخرجه البخاري (٧٤٣) ومسلم (٣٩٩/ ٥٠) وليس في البخاري ذكر عثمان، وإنما هو عند مسلم، وليس عندهما ذكر علي ﵁، ولكن روى ابن عبد البر في التمهيد (٤/ ٣٠٦) عن أنس قال: صليت خلف النبي ﷺ وخلف أبي بكر، وخلف عمر، وخلف عثمان وخلف علي فكانوا يفتتحون القراءة بـ ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾. =