للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وكذلك روي عن أنس قال: "كان النبي إذا أقيمت الصلاة كبر، ثم رفع يديه حتى يحاذي بإبهاميه أذنيه، ثم يقرأ: سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك" (١).

قيل: الحديث الأول معناه في صلاة الليل النافلة، وكذا مذهبنا.

وحديث أنس يجوز أن يكون - إن صح - فمعناه قبل أن تنزل فاتحة الكتاب، أو قبل أن تفترض قراءتها في الصلاة، بدلالة ما ذكرناه [عنه] (٢) من التعليم، وفعل الصحابة على الافتتاح بالتكبير ثم القراءة.

فإن قيل: فإنه لم يقل: قراءة القرآن، وإنما معكم: افتتح بالقراءة، ونحن نقول: بقراءة التسبيح والتوجيه.

قيل: القراءة إذا أطلقت؛ لم يعقل منها غير القرآن، وما ذكرتموه يحتاج إلى دلالة، فلا يقال مطلقًا: إنه يقرأ حتى يقال: يقرأ "سبحانك اللهم وبحمدك"، وغير ذلك.

وكذلك يتأول ما يرويه عن نافع عن ابن عمر قال: "كان النبي إذا كبر للصلاة قال: "سبحانك اللهم وبحمدك" (٣)، وكلامًا آخر معه.


(١) أخرجه الدارقطني (١/ ٣٠٠) وفيه محمد بن الصلت ضعفه أبو حاتم وغيره، وللحديث طريقان آخران. انظر التعليق المغني (١/ ٣٠٠).
(٢) ساقطة الأصل.
(٣) أخرجه الدارقطني (١/ ٢٩٩) عن ابن عمر عن عمر قال: كان النبي إذا .. الحديث وقال الدارقطني عقبه: "والمحفوظ عن عمر من قوله، كذلك رواه إبراهيم عن علقمة والأسود عن عمر، وكذلك رواه يحيى بن أيوب عن عمر بن شيبة عن نافع عن ابن عمر عن عمر من قوله، وهو الصواب". =

<<  <  ج: ص:  >  >>