وقيل في الجواب عن هذه الأحاديث: إنها قضايا أعيان لا عموم لها، قاله الشوكاني، ونقله عن القرطبي. نيل الأوطار (٢/ ٦٥) وأحسن منه ما أشار إليه البخاري في صحيحه في التبويب المتقدم، وفيه "وحديث أنس أسند، وحديث جرهد أحوط"، وهو وجه من الجمع حسن، وقريب منه ما جمع به ابن القيم في تهذيب السنن (٦/ ١٧) بقوله: "وطريق الجمع بين هذه الأحاديث ما ذكره غير واحد من أصحاب أحمد وغيرهم أن العورة عورتان: مخففة ومغلظة، فالمغلظة السوأتان، والمخففة الفخذان، ولا تنافي بين الأمر بغض البصر عن الفخذين لكونهما عورة مغلظة، وبين كشفهما لكونهما عورة مخففة". (١) مردود بما تقدم. (٢) لكن حديث حفصة يرد هذا التأويل.